لجأ مسلحو طالبان إلى حيلة لاستدراج رجل مثلي الجنس وعرضوه للضرب والاغتصاب في آخر حادثة تناقض تعهدات قادة الحركة بأن حكمهم لأفغانستان سيكون مختلفًا عن الفترة السابقة التي ارتكبوا فيها انتهاكات كبيرة.
وينقل تقرير من قناة “آي تي في” البريطانية أن الضحية، الذي أطلق عليه التقرير اسم “حنان” حماية لهُويته، كان يحاول البحث عن منفَذ للخروج من البلاد بعد سيطرة طالبان، كغيره من العديد من المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهُوية الجنسانية.
وبحسب التقرير، تواصل “حنان” مع رجل على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما وعده بمساعدته في إيجاد مخرج آمن من أفغانستان.
ووافق “حنان” على مقابلة الرجل في كابل بعد أن تحدثا لمدة ثلاثة أسابيع على الإنترنت.
ولم يكن “حنان” يدرك أن الرجل من طالبان ويحاول استدارجه، وبعد وصوله وجد رجالًا في انتظاره حيت ضربوه واغتصبوه، وفق ما قال الناشط الأفغاني في مجال حقوق المثليين، أرتميس أكبري لقناة ITV.
وحذر الناشط أن رجال طالبان سيقومون بإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لاستدراج مثليي الجنس في البلاد.
كابوس
وقال أفراد من مجتمع المثليين السري في أفغانستان لـ”بزنس إنسايدر”: إنهم يعيشون كابوسًا، ويخشون على مستقبلهم تحت حكم طالبان.
وخلال فترة حكمهم السابقة، أعدم مسلحو طالبان مثليين، وأشارت “بزنس إنسايدر” إلى تقرير لصحيفة “بيلد” الألمانية في يوليو الماضي، قال إن أحد قضاة طالبان تعهد بالحكم على المثليين بالإعدام بالرجم أو سحقهم بجدار.
وقال نشطاء أفغان لـ”إنسايدر”: إنه حتى في عهد الحكومات السابقة في البلاد كان يتم استدراج المثليين عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مسؤولي الأمن القومي قبل قتلهم.
حقوق المثليين
وقال حميد زاهر، وهو كاتب أفغاني وناشط في مجال حقوق المثليين، لـ”بزنس إنسايدر”: إن المثليين غالبًا ما يختفون بعد مقابلة رجال التقوا بهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وتبين أنهم مسؤولون حكوميون متنكرون.
ومنذ سيطرتها على الحكم إثر هجوم عسكري خاطف في منتصف أغسطس، حاولت الحركة الإسلامية المتشددة إقناع العالم والأفغان أنها لا تسعى للانتقام من أعدائها السابقين وأنها تنوي العمل على مصالحة وطنية، غير إن المخاوف تزداد من عودتها لتطبيق صارم جدًا للشريعة الإسلامية.