الخرطوم الرأي السوداني
أنواع السواقة في هذا البلد ظهرت من قديم الزمان ! ..منها سواقة البوباي…والبوباي هي ماركة لعربة من الطراز القديم واظنها ايطالية الماركة … يا السايق البوبابي…. أغنية كتب كلماتها الشاعر المهندس عبد العزيز سيد احمد وغناها محمد حسنين ومطلعها يقول : يالسايق البوبابي…. الإشارة جاي ولا جاي؟ …ورينا كيف جاي جاي؟ …لحنها جميل ، فيها لازمات متعددة وصولات تنخفض وترتفع تطريبا ، ومناسبتها هي أول امرأة سودانية قادت سيارة….و هي تعتبر من ضروب الغزل العفيف وصفا ، المصقول بالاستعارة الجاذبة فهو يتغزل فيمن يسوق البوباي ولا يهمه شكل أو لون البوباي ولا صوت عادمه المرتفع ولا (البوري) الذي إن ضرب من( الخلعة ) يولد (الغنماية) ! المهم في الأمر هي أغنية لحنها واحد ولا فرق إن غناها صاحبها….. او غنتها عائشة الجبل وهي تقود عربتها الفارهة
أما سواقة (الفيات) فامرها عجيب!…نجدها في أغنية ( يا السايق الفيات)…التي صاغ كلماتها الشاعر ابراهيم العبادي ومناسبتها رحلة صيد بين سنار وسنجة بصحبة المحافظ آمين نابري…. حينها كان يعمل العبادي بخزان( مكوار) قديما وهو سنار حاليا، عربة الفيات استوطنت في هذه البلاد زمنا طويلا واستجلبت منها شاحنات كبيرة وهي ما تعرف (بالقدرانات)، الصفة المذمومة لهذه الشاحنات أنها بطيئة السرعة لكنها تسطيع أن تحمل علي متونها احمالا ثقيلة وكانت هذه الشاحنة يحبونها ويقودونها (الحبش) إلي عهد قريب …الاغنية تغني بها الفنان ابراهيم اللحو، الحانها فيها سواقة جميلة وصف لذيذ لمحطات بين المدينتين سنار وسنجة ….
اما في هذا الزمن اختلفت السواقة تماما فنيا ، الحكاية (جاطت شوية) مثال لذلك ياسايق… ياماشي …النظرة ماشة وراك وقف وقف وسوقني معاك !…وجاطت زيادة عندما اصبحت بالباصات مثل… البص الجابك امونة يسلم لي سواقو ! ،وهي مطلع أغنية تعني بها كثير من الفنانين الشباب حكي لي أحد سائقي الباصات أن صاحب البص غضب من كلمات هذه الاغنية لأنها مدحت السواق وكان الاجدي لها أن تمدح صاحب البص…. ومنعني من ترديد هذه الأغنية في بصه لأنها تخالف حقوق الملكية( الباصية) !…
اما السواقة السياسية والتي تسوقنا الآن ….انواعها كثيرة أولها السواقة إلي المسرح وحضور مسرحية اللاشييء والتي صفق لها الكثيرون في العروض الاولي واستمر العرض ولا زال مستمر بدون جمهور ، النوع الثاني من السواقة هو وضع سرج حصان علي ظهر حمار (مكادي) وركوبه لايدري الي أين هو ذاهب ولا هو مريح في الامتطاء وينهق نهيقا عاليا ولكن لا يدري ماذا يريد ؟ ونحن لاندري؟ المهم راكبين وخلاص ! ، النوع الثالث وهو سواقة الخلا ومعنا كمان الرفيق الفسل… وهي ماتسوقنا له الآن الحكومة الإنتقالية…سواقة غريبة الاطوار عرفنا غايتو ( بتين قمنا) ؟ لكن ماشين وين العلم عند الله نحن نسير في خلاء فسيح ليس فيه معالم …اذن سواقة البوبابي وسواقة الفيات وسواقة اللوري والتركتر اسهل بكتير…. من سواقة بلد…فمتي نساق الي الهدف المنشود وننتهي من فزورة… ياسواق اللوري سوق….ياسواق بدون فائدة……. وأرجوك…. ياسواق بالله اقيف !.