قالت مسؤولة في وزارة الصحة بولاية البحر الأحمر شرقي السودان إن المؤشرات السريرية لحالات الإصابة بفيروس كورونا تميل الى ترجيح تفشي السلالة الهندية، بينما تضج وسائل التواصل الاجتماعي بأنباء عن تزايد عدد الوفيات بالولاية الساحلية وسط أوضاع صحية بالغة التعقيد.
وفي أواخر يونيو الماضي حذرت منظمة الصحة العالمية من أن سلالة “دلتا “من فيروس كورونا المستجد “كوفد-19″ التي اكتشفت في الهند؛ في طريقها لأن تصبح المهيمنة على العالم. ويعتقد أن هذا التحور قد يكون قادرا على الانتشار بسهولة أكبر من الأشكال السابقة للفيروس كما ان اعراضه تختلف عن السلالات السابقة ليكون مصحوبا بتشويش في التفكير والاسهال وفقدان السمع بجانب الحمى والصداع.
وفرضت السلطات المحلية في ولاية البحر الأحمر حالة الطوارئ الصحية منذ الاحد قبل الماضي بعد ارتفاع معدل الإصابة بالفايروس وشملت الإجراءات اغلاق دور العبادة لإسبوعين وتعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية والجامعات علاوة على إغلاق الحدائق العامة والأندية والكورنيش ومنع إقامة المناسبات ونصب سرادق العزاء في الأحياء السكنية لمدة إسبوعين.
وقالت مدير عام وزارة الصحة بولاية البحر الأحمر زعفران الزاكي لـ “سودان تربيون” الخميس إن عينات من الإصابات جرى ارسالها للفحص خارج السودان للتأكد من نوعية السلالة التي تتفشى في الولاية، وأضافت “هي حالات اشبه بالسلالة دلتا – الهندية-والمؤشرات السريرية ترجح ذلك لكن نحتاج لمعامل متخصصة للتأكيد”.
وأوضحت المسؤولة أن السلطات الصحية في ولاية البحر الأحمر تبذل مجهودات جبارة للسيطرة على الأوضاع لكنها تصطدم بانعدام الوعي وسط المواطنين وعدم تقيدهم بالاحترازات الصحية.
وقالت زعفران إن الحالات بدأت في التفشي منذ مطلع يونيو الماضي وسجلت الأرقام تصاعدا بحلول الخامس عشر من ذات الشهر، حيث تم تسجيل 143 حالة أسبوعيا خلال ذلك التاريخ، انخفضت الأسبوع الماضي الى 73 إصابة.
وأفادت ان عدد الوفيات بلغ 64 حالة خلال هذه الموجة التي بدأت مطلع الشهر الماضي.
وأقرت المسؤولة بأن الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي سجل معدلات وفاة عالية ما دفعهم للجلوس مع وزير الصحة الاتحادي الذي أمر بتوفير مزيد من المعينات لمواجهة الوضع بينها تجهيز مركزين للعزل والعمل حاليا على تحضير الثالث.
وقال مصدر طبي في بورتسودان لـ “سودان تربيون” إن الوفيات التي يتم تأكيدها بسبب كورونا تصل يوميا الى 30 حالة وذلك منذ مطلع يوليو الجاري.
وشدد على ان غياب الوعي الصحي وسط الأهالي يمثل السبب الرئيس في تفشي الإصابة علاوة على استمرار الزحام في المخابز ومحطات الوقود مصحوبا بانعدام التقيد بالاشتراطات الصحية الضرورية ورفض عشرات المرضى البقاء في مراكز العزل.
وتحدث المصدر عن أن الدلائل تشير الى تفشي السلالة الهندية من الفايروس في بورتسودان.
وقال إن ضعف الإمكانيات وعدم جاهزية مراكز العزل في المدينة يسهم أيضا في تفاقم الوضع مصحوبا بانقطاع التيار الكهربائي الذي يحرم حالات عديدة من الحصول على التنفس الصناعي.
وقال إن حالات الوفاة تطال في كثير من الأحيان أصحاب الامراض المزمنة، وأن المصابين في هذه الموجة من كافة الأعمار.