الراى السودانى
(١)
تابعت القرار (٧) الصادر من نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) والذي نص على تشكيل قوة مشتركة من ست جهات أمنية لحسم الفوضى والتفلتات الأمنية بالعاصمة بجانب وضع تصور لكيفية حسم الفوضى ..
القرار هام وجاء في وقت ملائم ولكنه لايبشر بعودة الاستقرار الأمني للعاصمة كما كانت، ولن يدعم العملية الأمنية في ظل ظروف التحول الديموقراطي الذي تشهده البلاد، أضف إلى ذلك أن الخرطوم بخصوصيتها وطبيعتها بحاجة لإعادة ضبط المصنع وهذا الأمر لن يحدث على الإطلاق بل ويعد ضرباً من ضروب المستحيل .
(٢)
إن نعمة الأمن التي تفتقدها البلاد حالياً أضعتموها بأيديكم حميدتي والبرهان وكل أعضاء السيادي أضعتموها حينما فككتم هيئة العمليات وأصبتم جهاز أمن السودان في مقتل مع أنه كان بالإمكان التخلص من بعض أفراده الموالين للنظام السابق بدلاً من محاربته بتلك الطريقة السافرة وتكبيله وتقييد حركته بموجب القانون وسحب صلاحياته وتوثيقه ومن ثم إلقائه في النيل بل وأمره بالعوم أو التحليق عالياً بلا أجنحة ..
(٣)
بعد كل ذلك لن تنجح أية خطة تتخذ لإحتواء التفلتات الأمنية بالبلاد طالما أن دور جهاز الأمن أصبح مغيباً ولا وجود له ، وجميعنا يعلم الدور الكبير الذي يلعبه جهاز الأمن في تجميع المعلومات وتحليلها وتوقيف الجناة ومن ثم بسط الأمن والاستقرار ..
أضف إلى كل ذلك أنه مهما فعلت الجهات الست المكونة فلن يحرك فعلها ساكناً مالم يشرع المجلس السيادي الانتقالي في إنفاذ شروط محددة في وقت كان الأجدى فيه لحميدتي أن يصدر قرارا صارما يوجه فيه جميع القوات بالانسحاب والخروج من العاصمة إنفاذاً لما جاء بالوثيقة .
إن الانفلاتات التي تحدث بالخرطوم شارك في تفشيها بعض من منسوبي القوات المدججة بالسلاح والموقعة على اتفاق سلام جوبا المنتشرة. يبدو أن حميدتي لا يعلم أنه بقراره ذلك قد أحدث تداخلاً في الاختصاصات والسلطات فهو يجهل بقصد أو دون قصد أن مسؤولية تأمين المدن وحماية سكانها هو مسؤولية الشرطة فما الذي ينوي حميدتي فعله .
(٤)
الملازم شرطة الوليد إبراهيم كتب (بوستاً) على صفحته قائلاً : ((بسم الله الرحمن الرحيم …إلى السيد وزير الداخلية …السيد المدير العام لقوات الشرطة …نحن صغار الضباط مرتبكم لا يكفي ذرة من متطلبات العيش البسيط ..فإن لم تستطيعوا توفير مرتبات تناسب متطلبات الحياة الكريمة فعليكم أن تقدموا استقالاتكم من الخدمة لأنكم فشلتم في ذلك …فأن تفعلوا ذلك لشيء في نفس يعقوب افتحوا باب الاستقالات قبل أن تحدث كارثة هروب جماعي على حساب مؤسسة الشرطة العريقة ))، علمنا لاحقاً أن رئاسة الشرطة حاسبته على ذلك فماذا فعل الرجل حتى يحاسب أم أنها شريعة الغاب التي تمارس على صغار الضباط وضباط الصف والجنود ؟؟ أفتونا بالله..