الراى السودانى
(1)
ظل مبارك الفاضل في العهد البائد يلعب دور (وزير العريس) على امتداد سنوات حكم البشير والذي لم يعارضه إلّا من اجل ان يدخل للسلطة من باب (العداوة التي يكون بعدها محبة).
مبارك الفاضل في العهد البائد عمل (مساعداً) للبشير ووزيراً اكثر من مرة في الحكومات الهلامية التي كان يعينها البشير ولا يكون لها من اثر او وجود على ارض الواقع.
من شارك في حكومة الانقاذ بحزب يتكون منه هو ومدير مكتبه تحدث في مؤتمره الصحفي الاخير عن (الحرية والتغيير) ووصف قوى الحرية والتغيير بـ(التحالف الهلامي)، وقال عن أحزابها : (لافتات ليست لها رؤية ولا برنامج ولا قواعد جماهيرية تحكمها). وأضاف: (يا للعار أن يحكمنا حزب البعث العربي الاشتراكي التابع لصدام حسين، هذا عار علينا في السودان) وفق قوله.
اين كان هذا العار عندما شارك مبارك الفاضل حزب المؤتمر الوطني في حكم السودان.
الهلامي يصف تحالف قوى الحرية والتغيير بـ(الهلامي) وهو الذي شارك في حكومة الانقاذ مع اخرين بأحزاب لا يمكن مخاطبتها بالف واو الجماعة… مثل (الاعلانات) المجانية او (الاسكرينات) التي يقفل بها الصفحات الداخلية في الصحف.
في اغسطس 2012 وفي حوار مع صحيفة (الشرق الاوسط) : (شن الصادق المهدي هجوماً عنيفاً على القيادي السابق بالحزب، ابن عمه «مبارك الفاضل المهدي»، ووصفه بأنه يسعى لإحداث انشقاق جديد في الحزب لصالح دولة أجنبية، وقال: «مبارك يسير في خط مقاوم لخط حزب الأمة ولدستوره وأجهزته، وما فعله يصنف اختراقاً»، وأن أجهزة الحزب قررت الإعلان أنه لا يملك «وضعاً تنظيمياً» حتى لا يستغل الحالة الضبابية لتنفيذ أجندته).
يقول مبارك الفاضل في مؤتمره الصحفي الاخير 🙁 إن التشويش الذي حدث للمبادرة الإماراتية حول الفشقة، والعلاقات بين الخرطوم وأبوظبي ودول الخليج، مرتبطٌ بالصراع السياسي الداخلي في السودان، وصادر من المجموعات العقائدية اليساريين والإسلاميين والعروبيين لأسباب متعلقة بأجندات حزبية خاصة بهم).
واللبيب بالإشارة يفهم.
(2)
في 16 يونيو الماضي وفي مؤتمره الصحفي وبعد شهادة الصادق المهدي في مبارك الفاضل اعلن مبارك الفاضل المهدي رئيس «حزب الأمة» فرع شارع البلدية !! او دعونا نذهب ابعد من ذلك ونقول حزب الامة فرع بيتهم، أن زعامة حزب الأمة ستؤول إليه خلفاً للزعيم التاريخي للحزب الصادق المهدي الذي توفي في أكتوبر.
لو كان حزب الامة القومي (عجلة) لما آلت لرجل ظل في خلاف وصراع مع الصادق المهدي منذ 2002 وحتى رحيله في اكتوبر 2020م.
مبارك الذي يعتبر نفسه الآن وريثاً للحزب كانوا في حزب الامة يتحدثون عنه بهذه الصورة : (يؤكد المكتب السياسي لجماهير الأنصار و حزب الأمة ولأهل السودان قاطبة بأن السيد مبارك الفاضل قد فارق حزب الأمة القومي منذ انسلاخه الأول و تكوينه حزبه المنفصل حزب الاصلاح والتجديد ومنذ ذلك الوقت قد قام السيد مبارك الفاضل بعزل و فرز نفسه و ذاته و عيشته السياسية و لا علاقة لحزب الأمة به ولا بأي نشاط يقوم به ؛ و كل ما يقوم به أو يقوله أو يصرح به لا يمثل إلا نفسه و ذاته ولا علاقة لنا في حزب الأمة القومي بذلك).
من قال في المؤتمر الصحفي إن زعامة حزب الأمة ستؤول إليه خلفاً للزعيم التاريخي للحزب الصادق المهدي الذي توفي في أكتوبر الماضي، كان حزب الامة في حياة الصادق المهدي يقول له : (إن الحلم بزعامة حزب الأمة لا يتحقق بالانتحال والتزييف والتزوير والتدليس وسرقة الأختام بمساعدة الحكام ..إن انتحال اسم حزب الامة القومي جريمة أخلاقية في المقام الاول، بل جريمة يحاسب عليها القانون إن كانت هناك سيادة للقانون !).
(3)
في 7 يونيو 2016 اصدر المكتب السياسي لحزب الامة القومي بياناً هاجم فيه مبارك الفاضل جاء فيه : (في هذه المرحلة المفصلية الهامة والعصيبة من تاريخ السودان وبعد أن لاحت في الأفق القريب بشريات الانتفاضة الشعبية المفضية إلى التغيير والخلاص في العديد من الجامعات السودانية في العاصمة الخرطوم والأقاليم ..في هذه الأثناء يطل ويخرج علينا السيد مبارك مستنداً على إمكانيات الدولة وحزبها الحاكم ومناهضاً لحركة الجماهير ولآمالها وطموحاتها المشروعة في التغيير و الحرية والسلام ..ظاناً و معتقداً أنه بذلك سيكون مشوشاً و معطلاً للخط السياسي لحزب الأمة القومي و الذي أرعب و أرجف و أخاف النظام الحاكم .. إن مواقف وتصريحات ولقاءات و مؤتمرات مبارك التخذيلية المتسقة والمتناسقة والمتماهية مع رغبات و أشواق الإنقاذ ودعواته المتواترة والمتتالية والمتوالية كتوالي أحزاب النظام الراعية في مرعى النظام للتفاوض الذليل والوضيع لن تزيد حزب الأمة إلا ثباتاً و رسوخاً على صحة و صواب موقفه النبيل والعظيم المتسق المنسجم مع آمال وطموحات الشعب السوداني ).
موقف مبارك الفاضل الآن لا يختلف كثيراً عن موقفه هذا الذي جاء في وصف بيان حزب الامة القومي له في 2016.
مبارك الفاضل الذي كان يدافع عن حكومة الانقاذ شن هجوماً عنيفاً وانتقادات قاسية على الحكومة الانتقالية، والقوى السياسية الموقعة على الوثيقة الدستورية، واتهمها بالفشل وحمّلها المسؤولية الكاملة عن سوء الأوضاع التي تعيشها البلاد، داعياً إلى إقالة الحكومة الحالية، وتكوين حكومة انتقالية بديلة.
ما اشبه الليلة بالبارحة وبيان حزب الامة القومي في 2016 يقول : ( خرج علينا السيد مبارك بنفس لغة و خطاب ومنطق ومنهج وسياسة الحزب الحاكم حذو النعل بالنعل ..جاء ليرعب ويرهب ويخيف الجماهير من مآلات الانتفاضة الشعبية وليحذر من التحاق السودان بمصير سوريا وليبيا واليمن إلخ وكأنما السودان الآن يرفل في سلام واستقرار وأمان ..جاء ليردد لنا و يتلو علينا نفس عبارات وكلمات نافع عن الخيار الصفري المستحيل لتغيير النظام بلا حتى تبديل للمفردات).
انه يخرج علينا الآن بنفس اللغة ونفس العبارات – كأنه يقوم بمشهد (كلاكيت لمرة الثانية) لأن المخرج يريد ان يضبط الصوت.
(4)
من يحدثكم عن حمدوك ويطالب بان يتنحى ويقول يا للعار ان يحكمنا حزب البعث السوداني تقول سيرته الذاتية : (شارك الفاضل في حكومة الرئيس المعزول عمر البشير، وتم تعيينه مساعداً للرئيس، لكن تمت إقالته بقرار من البشير بعد عامين من تقلده المنصب في الحكومة، التي أسقطت الحكومة المنتخبة، التي كان يشغل فيها منصب وزير الداخلية. وإثر إعلان حكومة البشير لما أطلقت عليه وقتها «الحوار الوطني»، عاد مبارك المهدي للسلطة مجدداً، وتم تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للاستثمار، وظل في المنصب حتى استقال منه قبل أيام قليلة من انطلاق الثورة الشعبية، التي أطاحت بحكومة الإنقاذ).
لا بد ان (العار) وقتها كان في اجازته السنوية.
مبارك الفاضل الذي كان جزءاً من النظام البائد وكان يرفض مقاومة النظام وإسقاطه يتوعد الآن بمقاومة ما أسماه «محاولات تمديد الفترة الانتقالية»، باعتبارها تمكيناً لحكم «شمولي جديد»، وطالب بتعجيل الانتخابات، وتكوين حكومة منتخبة تملك تفويضاً شعبياً، وعدم تمديد الفترة الانتقالية، محذراً من تشظي السودان، وحدوث مزيد من المعاناة للشعب حال تمديدها.
على مبارك الفاضل ان يعود ويقرأ سيرته – عليه ان يراجع تاريخه قبل ان يخرج ويتحدث عن تعجيل الانتخابات.
هل نظام الانقاذ (الشمولي) كان مبارك الفاضل يكتفي فيه بمشاهدة برنامج (جنة الاطفال) ام كان مساعداً للرئيس فيه؟
(5)
بغم/
يعتقد مبارك الفاضل ان (الاسرار) التي يعرفها يمكن ان تجعله في يوم من الايام (رئيس وزراء).