مقالات

محمد إدريس يكتب : العيد في الخطوط الأمامية..!!

الراى السودانى

*يجئ دوماً العيد في القضارف بنكهةالخريف تحت زخات المطر التي هطلت قبل ليلة العيد، لتنظف الساحات وتكسي الطرقات بحلة خضراء زاهية، طقوس صلاة هذا العيد تفتقد
إلى (العم عركي) الهرم الإعلامي الذي كان يحيل صلاة العيدفي ميدان الحرية إلى عمل فني وإعلامي مخدوم يوثق لإتمار ديني واجتماعي فريد يجمع كل السحنات في بوتقة القضارف التي تنصهر فيها كل سحنات السودان وإفريقيا..!!

*قد يكون صحيحاً نوعاً ما، حديث أحلام مستغانمي بأن الأعياد دوارة.. عيد لك وعيد عليك.. إن الذين يحتفلون اليوم بالحب،قد يأتي العيد القادم وقد افترقوا والذين يبكون اليوم لوعة وحدتهم.. قد يكونون أطفال الحب المدللين في الأعياد القادمة.. بيد إننا عشنا دورة العيد نحو الحرمان هذا العام .. عيدا علينا بامتياز ،فهنالك من لم يتمكن من السفر إلى الأهل في موسم العودة إلى الريف بسبب تكلفة النقل الباهظة، احتياجات العيد كانت فوق طاقة السواد الأعظم.. حتى الثياب والجلاليب،
والأطفال بعضهم لم يرتدي الأزياء الجديدة ولم يقتنوا اللعب والهدايا فكيف يصبح (عيدا سعيداً) ..!!

*ومقولة المتنبي بأية حال عدت ياعيد ستظل حاضرة ومعبرة في آن.. تحكي عن الحرمان وعدم تغير الأحوال إلى الأحسن ونحن نفجع قبل العيد باستشهاد شابين وجرح آخرين في محيط القيادة، لنعيش ذات الفواجع والضوائق والعذابات فكيف يصبح (عيدا سعيداً)..!

*قبل العيد بيوم رمينا خلف ظهرنا ضجيج الخرطوم وازقتها المترسة .. صخب وتكهنات مؤتمر باريس..أصداء سيداو..
وتصريحات نبيل أديب التي لاتسمن ولاتغني من جوع.. اتجهنا شرقا نحو القضارف مطمورة السودان (بادوبة الخير) الخصيبة
وعاصمة الدعاش والحصاد.. داعبتنا نسائم شوقها عند تخوم جبال الفاو الشامخة.. ظللتنا الغمامات حتى دلفنا لمحراب المدينة الضاجة بالناس والذكريات والدوبيت والمسادير!

*العيد في القضارف له رمزية غاليةيعني أننا نطمئن على أن التراب السوداني الذي حررته القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى من قبضة فلول الشفتة وعاد إلى أصحابه فى بركة نورين واللكدي وقلع اللبان وكنينة ومشروع غنم وود كولي وسندس.. هو عيد في الخطوط الأمامية مع أبطالنا الاشاوس الذين يكابدون الصيف والخريف في مناطق الشدة..فتنحني لهم الجباة بأننا معهم في خندق واحد..!

*كنا نحتاج لهذه الزيارات من جميع فئات المجتمع الأخرى من رجال أعمال وأهل الثقافة والفن.. أن يترجموا حبهم لتراب الوطن عمليا بزيارة الخطوط الأمامية والالتحام مع الجنود في يوم العيد وهي رسالة بأننا جميعآ في خندق واحد.. وأن قضيتنا واحدة!

* ومن ناحية أخرى وبقراءة سريعة تبدو القضارف الأكثر استقراراً وتشهد اروقتها حركا ملموساً للوالي الشاب سليمان على القادم من نبض الجماهير مشرعا أبواب منزله ومكتبه لقضايا الناس مهتما بسفلتة الطرق الداخلية وإنجاز المتبقي من مشروع الحل الجزري لمياه القضارف والإهتمام بالريف أسوة بالمدينة،وليس هنالك ثمة تقصير منه فيما يلي قضايا الحدود كما يروج البعض،إنما حاكمية المؤسسية جعلت ملف الحدود ملف مركزي يلي الجهات السيادية منعا للتضارب والتصريحات الفالتة وهو يعمل بتلك الروح..!

*عند السابعة صباحاً كانت تهبط الطائرة التي تقل الوفد رفيع المستوى القادم من الخرطوم للمعايدة في منطقة (تبارك الله) بقيادة عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي،حيث صلاة العيد مع الجنود وتلاحم الشعب عندما اختلط الكاكي بالجلابية والشعبيون بالنظاميون في مشهد يحكي عن مكانة القوات المسلحة السودانية في نفوس الشعب، وفك الكباشي طلاسم الشائعات بأن لاتنازل ولاعودة ولاتفريط إنما مصلحة السودان وسيادة اراضية مرحباً بجميع المبادرات التي تصب في ذلك الإتجاه..كانت رسائل قوية من الميدان لها الوقع الخاص في نفوس الجنود الذين بلغت معنوياتهم عنان السماء..!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى