غير مصنف

السودان: مزاهر رمضان تكتب: حاجب الدهشة

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

وهج الفكرة … مزاهر رمضان

كنا – زمان – نندهش!!! تأخذنا الدهشة كلما حدث ما لا نتوقعه…تتسع أعيننا ويرتفع حاجب الدهشة ونفغر أفواهنا ونحن نردد مستفهمين : معقول؟!!!!
كانت الحياة تسير على وتيرة هادئة وروتين لا يكاد يتغير ..كانت المصائب تتمهل في مجيئها ولا تأتي تباعا..كانت الأسعار (ثابتة) وكان التاجر (حنين) يعطي الأطفال قطعة (طحنية)او (لبانة) عقب شرائهم سلعة منه…أي والله كان التاجر (يعطي)!! كانت الحبوبة (حنينة) وبسيطة وزاهدة وتحب أحفادها أكثر من أبنائها..كان الجار أخا ووجيعا وسندا…كان الجيران (يتشاحدون) دون غضاضة..كان المطر (حنين) ينزل هادئا وينساب حاملا الخير والنسائم المنعشة..لم تسقط بسببه مدرسة ولا اختفت جراءه قرى…كان القرش (قرش) وذا قيمة وهيبة…وكان (حنين) يشتري لنا أشياء كثيرة …كان الدواء ناجعا وبسيطا و(حنين) يعالج المرض من أول مرة..حتى الموت كان (حنين) لا يزورنا كثيرا وإذا أتى كان رفيقا وهادئا…ولا تنيخ ركابه إلا عند من عاف الحياة وعافته حتى رسخ في وجداننا الصغير أن الموت (للكبار فقط)…كانت البيوت مفتوحة للكل كما القلوب…والبيوت (زاتها حنينة) وبسيطة وعامرة بالقلوب الحنينة…كانت الفتاة (حنينة) على ولي أمرها تطيعه وتحفظ نفسها من أجله..كان الزوج مخلصا و(حنين) يمسك بالمعروف ويفارق بالمعروف ..كانت الأمراض (حنينة) لا تستوطن الأجساد ولا يجتمع عدد منها في جسد واحد…كان الليل طويلا وكانت هدأته (حنينة) تثير في النفس لواعج الحنين الشفيفة والمشاعر العفيفة…كنا ننام ملء العين وعندما نصحو نحكي أحلامنا التى زارتنا واسعدتنا…كان هناك شئ اسمه (العيب) لا نقترب منه …وكان للسن أحكام من ضمنها الوقار و(عدم الهبل) لدرجة أن سن الأربعين كان هو سن اكتمال العقل.. كان الأطفال أبرياء وفي النساء حياء وللمعروف جزاء…كان الناس (شوية) والخير كثير…كان البال (طويل) والحسنة عندنا بعشر أمثالها..كان العمر متمهلا والأسبوع (عشرة أيام) والوقت يكفي لكل اعمالنا وواجباتنا…كانت السياسة والكورة حكرا على الرجال…وقصات الشعر والنعومة حكرا على النساء…كانت الحنية تصبغ كل شئ والإحسان طابعا لكل شئ…
الآن تراجعت (الحنية) ومحقت البركة وتوالت علينا المدهشات حتى ألفناها فلم نعد نندهش..حتى الموت فقد رهبته في النفوس فما دون ذلك لا يمكن أن يعني شيئا…يتكون الآن جيل من (الباردين) الجفاء والخواء واللامبالاة ليفرز لنا علامات الساعة واحدة تلو أخرى حتى تقوم الساعة على شرار الناس.
نقطة أخيرة
في الحديث النبوي (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها) هذه الدنيا حلالها حساب وحرامها عذاب يا أيها التجار.

The post السودان: مزاهر رمضان تكتب: حاجب الدهشة appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى