أفادت مصادر مطّلعة بتجاوز سعر الدولار في السودان حاجز الـ3660 جنيهاً اليوم الأربعاء، وسط انهيار متسارع لقيمة الجنيه الوطني وتضخم مفرط يهدد بشلل اقتصادي شامل، في ظل استمرار الحرب منذ أبريل 2023.
ووفق معلومات حصل عليها ” الراي السوداني” سجّل الدولار الأمريكي في السوق الموازي مستويات قياسية، فيما تخطت عملات رئيسية أخرى أرقامًا غير مسبوقة؛ حيث بلغ الريال السعودي 976 جنيهاً، والدرهم الإماراتي 997.2 جنيهاً، واليورو أكثر من 4300 جنيهاً، بينما قفز الدينار الكويتي إلى 11,935 جنيهاً، ما يعكس الفجوة المتسعة بين الجنيه والعملات الأجنبية.
تدهور حاد في الإنتاج وتضخم بلا سقف
تقارير صادرة عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة الأزمات الدولية حذّرت من أن السودان يقف على حافة انهيار اقتصادي شامل، وسط توقف شبه كلي في قطاعات الزراعة والصناعة، وتآكل القوة الشرائية للمواطنين.
أظهرت مقاطع مصورة من أسواق العاصمة الخرطوم اضطراباً لافتاً في حركة البيع والشراء، وفوارق في أسعار العملات الأجنبية بين تجار السوق الموازي، وسط غياب الرقابة وتضاؤل ثقة الجمهور في القطاع المصرفي.
مخاوف من تفكك النظام النقدي
خبراء ماليون اعتبروا أن عجز البنك المركزي عن التدخل لتهدئة السوق الموازي يهدد بانهيار النظام المالي بالكامل، في ظل غياب أي مؤشرات على استقرار قريب أو حلول اقتصادية حقيقية، داعين إلى توحيد سعر الصرف وفرض رقابة صارمة على المضاربة.
دعوات لتدخل عاجل واستعادة الثقة
محللون اقتصاديون أكدوا أن معالجة الأزمة الحالية تتطلب حزمة إصلاحات هيكلية تشمل ضبط الكتلة النقدية، وتحفيز الإنتاج، وخلق بيئة سياسية مستقرة تجذب الاستثمار، محذرين من أن أي تأخير إضافي سيجعل استعادة التوازن النقدي ضرباً من الخيال.
كارثة معيشية تتوسع يومًا بعد آخر
الارتفاع الجنوني في سعر الدولار انعكس فورًا على أسعار الوقود، الغذاء، والدواء، بحسب ما وثقته جهات رقابية محلية، في وقت تعاني فيه غالبية المدن من انقطاع الإمدادات الأساسية وتدهور غير مسبوق في الخدمات العامة.
السودان على شفا انهيار مالي كامل
وفي تحذير جديد، صنّف صندوق النقد الدولي السودان ضمن “أكثر الدول هشاشة ماليًا في إفريقيا”، مؤكدًا أن البلاد تتجه نحو مرحلة “الانهيار الكامل” ما لم تُتخذ إجراءات وطنية عاجلة لكبح الانزلاق والانفلات النقدي.
