مقالات

عثمان ميرغني : كامل.. ماذا يقول للأمم المتحدة؟

حديث المدينة الثلاثاء 23 سبتمبر 2025

من المتغيرات الإيجابية في المشهد السوداني.. يلقي الدكتور كامل ادريس رئيس الوزراء خطاب السودان أمام الدورة 80 للجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك.. في الدورات الثلاث الماضية مثل السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة.

رئاسة كامل لوفد السودان تبعث برسائل إيجابية إلى العالم، الذي يساند بقوة مطلب الشعب السوداني بحكومة ذات قيادة مدنية.. و لكن رمزية المشاركة وحدها لا تكفي لتحقيق مصالح السودان في استعادة وضعه في المنظمة الدولية، و في المنظمة الإقليمية ، الاتحاد الأفريقي.. من المهم أن يبرز وجه آخر للدولة السودانية.. مختلف في الشكل والمضمون.

إذا تحدث كامل بلسان غيره، وحاول استلاف الشعارات والخطاب الهتافي الذي عادة يستهدف الداخل السوداني.. فسيحصل حتما على بضع آلاف علامات الإعجاب “لايكات” في وسائط التواصل الاجتماعي.. ينتهي مفعولها خلال 24 ساعة..

ما ينتظره العالم.. والسودانيون.. مختلف تماما عن الخطاب العام السائد في الدولة السودانية حاليا..

المطلوب من رئيس الوزراء أن لا يتحدث بلسان المسغبة والمرض والفقر والدمار والتشرد.. أن لا يبث الآهات .. فالعالم أدرى بما يحدث في السودان.. حالنا وغسيلنا المر منشور في كل الفضاءات.. الدماء والأشلاء و الانتهاكات أطلقت عليها الأمم المتحدة “أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ”.. فلا يعقل أن يقطع كامل عشرات الآلاف من الكيلومترات ليحدث العالم بما يعرفونه.

والأهم من ذلك، العالم بل جهده لحل الأزمة السودانية من أول يوم في صرخة ميلادها صباح السبت 15 أبريل 2023.. و ما قصر في الاغاثات طعاما ودواء و إيواء ومعدات طبية و حتى المساعدة في إنقاذ المواسم الزراعية..

المطلوب من كامل أن يدق بيده بقوة على منضدة الخطاب في القاعة الكبرى.. ويقول للعالم بكل قوة :

“السودان دولة كبرى في شعبها، وعظمى في مواردها وخيراتها.. واليوم ما جئتكم راجيا او متوسلا.. بل مبشرا أننا سنساهم في نصيبنا المفروض أن نقدمه بوصفنا عضوا في كوكب الأرض.. مطالبون بأن نعمل على تقدم الإنسانية..

نريد ان نكون دولة مانحة لا ممنوحة.. أن نساهم مع الأمم الأخرى في تعزيز السلام والاستقرار والرفاهية لكل شعوبنا الأفريقية بل وكل شعوب العالم..).

(صحيح الدولة السودانية تعاني حاليا من حرب أكلت الأخضر واليابس.. لكننا نملك مفاتيح الحل.. و كما بدأت بأيدي سودانية ستنتهي بارادة سودانية.. نقدم الحل لنصنع السلام والاستقرار لنا ولغيرنا.. وللعالم أجمع)

(من هذه المنصة السامية التي تحمل هموم الانسانية جمعاء..أٌول لكم بكل قوة).. هنا يدق كامل بيده على المنصة..

(أقول لكم أننا من هذه المنصة، نعلن عن ابتدار حوار سوداني شامل لا يقصي أحدا.. داخل الوطن.. حوار يفتح الباب نحو توافق وطني كبير.. يدعمه كل الشعب السوداني .. لابتدر مرحلة جديدة تتسع لكل أهل الوطن.. بطموحاتهم واحلامهم .. و آمالهم التي استشعرناها عندما اسمينا نفسنا “حكومة الأمل”.)

( من هنا أعلن بدء ترتيبات للحوار السوداني .. الذي يفضي لتشكيل المجلس التشريعي التمهيدي الذي يمثل القوى السياسية والمجتمعية والمهنية كافة.. ويتولى تشكيل الدولة السودانية الحديثة.. التي سيفخر بها العالم قبل السودان..)

( ان أي مجهود دولي أو إقليمي مقدر لدينا.. لكن ارادة السودانيين هي الفيصل الذي يجعل الحلم واقعا يمشي على ساقين.. و باسم شعبنا نؤكد لكم اننا نستطيع بارادتنا إنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار..)..

مطلوب من رئيس الوزراء أن لا يعيد خطابات الدورات الثلاث الماضية.. ويقفز ببلاده إلى مربع جديد.. ويقول لكل العالم باسم الشعب السوداني.. Yes we can

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

تعليق واحد

  1. هذا هو المامول ابتدار حوار سوداني سوداني وطني بالداخل لا يستثنى احدا
    ورفض اى هيمنة او وصاية خاصة من الدول الغير مؤهلة اخلاقيا ولا تاريخيا ولا واقعا في الحديث عن الأمن والسلام والحكم المدنى.
    واستكمال مؤسسات الدولة وفرض القانون والامن والاستقرار وهيبة الدولة
    الخطابات السابقة كانت إيجابية وفي سياق ما يتعرض له للسودان من مؤامرات وتالتاطيد علي مضي القوات المسلحة في أداء دورها الدستورى في حماية المواطنين والبلاد من العدوان الذى تتعرض له من القوى الإقليمية الطامعة في خيراته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى