شهد الجنيه المصري قفزة مفاجئة مقابل الجنيه السوداني، مسجلًا 70.800 جنيهًا سودانيًا، في أعلى مستوى له حتى الآن، ما اعتبره متعاملون تحولًا لافتًا في المشهد النقدي الإقليمي. وفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني ” من سوق الصرافة الموازي، فإن هذه القفزة تأتي وسط اضطرابات متكررة في سعر صرف الجنيه السوداني، وزيادة ملحوظة في الطلب على العملة المصرية.
استقرار الدولار الأمريكي عند مستوى مرتفع بلغ 3500 مقابل الجنيه السوداني، يعكس حالة من الضغط المستمر على السوق، دون مؤشرات على تقلبات حادة في الوقت الراهن، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة على حركة السوق النقدي في الخرطوم.
وبقيت العملات الخليجية عند مستويات شبه مستقرة مقابل الجنيه السوداني حيث سجل الريال السعودي 933.333 جنيهًا، في حين بلغ الدرهم الإماراتي 953.6784 جنيهًا، وهي مستويات تقترب من سقفها التاريخي لكنها لم تشهد تغييرات كبيرة خلال اليومين الماضيين.
أما الريال القطري فقد سجل تراجعًا طفيفًا إلى 958.9041 جنيهًا سودانيًا، ويرجح خبراء أن هذا الانخفاض يعكس تغيرًا مؤقتًا في تدفقات التحويلات المالية، أو ربما إعادة تقييم لحجم المعروض في السوق الموازي.
في السياق ذاته، واصلت العملات الأوروبية أداءها القوي، مع تسجيل اليورو 4069.76 جنيهًا، وبلوغ الجنيه الإسترليني 4729.7297 جنيهًا سودانيًا، وهو ما يكرّس موقعها كأدوات ادخار آمنة في ظل ضعف الجنيه السوداني.
مصادر مصرفية تحدثت عن احتمال ارتباط صعود الجنيه المصري بزيادة التحويلات من المصريين العاملين في السودان أو الدول المجاورة، بالإضافة إلى تغيرات في السياسة النقدية المصرية ساهمت في تقوية الطلب عليه.
التحركات الأخيرة في سوق العملات تُظهر أن السوق السوداني بات أكثر حساسية تجاه الديناميكيات الإقليمية، وسط غياب استقرار داخلي لقيمة الجنيه السوداني يتيح تحكمًا فعّالًا في توازن العرض والطلب.