الخرطوم – الراي السوداني
شهدت أسعار العملات الأجنبية والعربية في السودان قفزات حادة أمام الجنيه السوداني، مع اتساع الفارق بين السوق الموازي والبنوك، في مشهد يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
في السوق الموازي، لامس الدولار حاجز 2890 جنيهًا سودانيًا، في حين ظل السعر الرسمي في بنك الخرطوم عند 2156 جنيهًا فقط، مما عمّق الفجوة بين السعرين، وأكد تزايد اعتماد المواطنين والتجار على السوق السوداء بعد فقدان الثقة في النظام المصرفي.
كما ارتفعت العملات الخليجية بشكل لافت، حيث بلغ سعر الريال السعودي 778.66 جنيهًا، والدرهم الإماراتي 795.64 جنيهًا، فيما قفز الريال القطري إلى 802.19 جنيهًا. أما اليورو فقد وصل إلى 3395.34 جنيهًا، وبلغ الجنيه الإسترليني 3893.33 جنيهًا.
ورغم تصاعد الأسعار في السوق الموازي، ظلّت أسعار العملات في البنوك التجارية مستقرة نسبيًا، حيث سجل الدولار 2156 جنيهًا، واليورو 2462 جنيهًا، والريال السعودي 614.26 جنيهًا، في ظل تراجع النشاط التجاري وقيود السحب والتحويلات، ما جعل المصارف شبه معطلة أمام حركة السوق الحقيقية.
ما وراء المشهد؟
يرى محللون اقتصاديون أن أسباب الانفلات النقدي تعود إلى استمرار الحرب، التي شلّت الإنتاج المحلي، ودفعت المستثمرين للهروب، مع ندرة النقد الأجنبي وتآكل الثقة في الجهاز المصرفي.
الطلب المتزايد على الدولار من التجار، وشركات النقل والخدمات، وحتى من المواطنين الباحثين عن ملاذ آمن لتحويط مدخراتهم، ساهم في تفاقم أزمة العملة، وسط غياب أي تدخل فعلي من السلطات النقدية لوقف النزيف.
تداعيات هذا التدهور لم تقتصر على سوق الصرف فقط، بل انعكست على أسعار السلع الأساسية والأدوية والوقود، مما ضاعف من معاناة المواطنين في ظل حالة من العجز الحكومي عن كبح جماح الأسعار أو احتواء الأزمة.