أفادت مصادر مطلعة أن آلاف السودانيين المقيمين في أوروبا يواجهون ما يُشبه الحياة المعلّقة بين نيران الوطن المشتعل وتحديات المهجر القاسية. وبحسب معلومات حصل عليها موقعنا، فإن هذه الجالية تعاني من مأساة مركّبة، تتقاطع فيها أوجاع الاغتراب مع صدمات الأنباء الواردة من السودان، حيث الحرب لا تهدأ.
في عواصم مثل باريس وبرلين وأمستردام، يعيش العديد من اللاجئين السودانيين داخل مراكز إيواء مكتظة، بانتظار قرارات لجوء قد تستغرق سنوات. أظهرت مقاطع مصورة من بعض تلك المرافق أوضاعًا معيشية توصف بالمتدهورة، في ظل بطالة مرتفعة وتكاليف حياة تُنهك القادمين الجدد، حتى من تمكنوا من الدخول إلى سوق العمل.
ولا تتوقف المعاناة عند حدود الجغرافيا، فالمآسي القادمة من الخرطوم ودارفور وكردفان باتت تقتحم يوميات السودانيين في أوروبا، وتعمّق الجراح المفتوحة. “فقدتُ والدي في قصف الأسبوع الماضي، ولم أستطع حتى حضور العزاء”، يقول شاب سوداني يقيم في بلجيكا، مضيفًا: “نعيش هنا دون استقرار وهناك دون أمل”.
وفق شهادات حصرية، فقد دفعت هذه الضغوط النفسية بعدد من الشباب السوداني في أوروبا إلى إطلاق مبادرات إنسانية لجمع التبرعات، وتنظيم حملات توعوية رغم ضيق ذات اليد. وتعد هذه الأنشطة نوعًا من المقاومة الذاتية في وجه الشعور بالعجز.
وعلى صعيد آخر، رُصدت حوادث عنف عنصري واستهداف مباشر لبعض السودانيين في دول أوروبية، خاصة في أحياء تشهد توترًا بين جاليات متعددة. هذه الحروب “الصغيرة” في المنافي لا تقل وطأة عن أهوال الوطن، بل تزيد الإحساس بالهشاشة والعزلة.
وبين الاندماج القسري والحنين المؤلم، تتعرض الهوية السودانية في أوروبا لضغط لا يُحتمل. كثيرون يشعرون بأنهم عالقون في المنتصف: لا هم اندمجوا تمامًا، ولا الوطن ترك لهم بابًا مفتوحًا للعودة. هي حالة نفسية وإنسانية معقدة، تجسّد بحق أزمة الشتات السوداني الحديث.