متابعات – الراي السوداني
وسط استمرار النزيف الإنساني في قطاع غزة وتعقّد المشهد الميداني، عادت المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل إلى الواجهة لكن هذه المرة برهانات أكبر وشروط غير مسبوقة من الطرفين، في ظل ضغوط أميركية كثيفة يقودها دونالد ترامب شخصيًا.
حماس تضع خطوطها الحمراء
كشفت مصادر فلسطينية عن حزمة شروط طرحتها حماس كأرضية لصفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب، أبرزها:
- ضمانات سياسية تحمي قياداتها في الداخل والخارج.
- عدم المساس بمواردها المالية.
- استمرار وجودها في غزة ضمن ترتيبات ما بعد الحرب.
كما طالبت حماس بضمان أميركي لوقف الحرب بشكل دائم مع منح إسرائيل “مساحة مراجعة” لمدة 70 يومًا.
تدخل مباشر من ترامب
في تحول لافت، دخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خط الوساطة، محاولًا إقناع بنيامين نتنياهو بقبول اتفاق شامل يضمن إطلاق جميع الرهائن ويُمهّد لمرحلة سياسية جديدة في غزة.
خطوة ترامب لا تنفصل عن حساباته الانتخابية، حيث يسعى لتحقيق اختراق دبلوماسي يسوّقه كإنجاز دولي.
هل حماس في موقف ضعف؟
رغم ما يبدو من مرونة في موقف حماس، نقلت “رويترز” تقارير تشير إلى خسائر فادحة تكبّدتها الحركة، بما في ذلك تدمير بنيتها التحتية وخسارة آلاف المقاتلين. لكن مراقبين مثل الدكتور حسام الدجني نفوا طرح حماس لشروط تتعلق بحماية الأموال والقيادات، مؤكدين أن الحركة متمسكة بمبادئها الوطنية.
نتنياهو يناور
رغم ضغوط ترامب ووعوده بدعم شخصي لنتنياهو، لا يزال الأخير مترددًا في إرسال وفد تفاوضي للقاهرة، متمسكًا باستراتيجية “الضغط المستمر” لفرض معادلة استسلام تام على حماس، دون أي ترتيبات تمنحها نفوذًا سياسيًا أو أمنيًا في غزة.
حماس تطرح “خروج من الحكم.. لا من غزة”
في تطور لافت، أكدت مصادر أن حماس لا تمانع ترك إدارة غزة شريطة ألا تُستبعد من المشهد الفلسطيني، مشددة على أن وجودها السياسي جزء من نسيج القطاع، ولا يمكن إقصاؤها إلا عبر انتخابات حرة.
معضلة السلاح والسيادة
في مقارنة مع تجربة حزب الله في لبنان، يؤكد خبراء فلسطينيون أن حصر السلاح بيد الدولة لا يمكن تحقيقه تحت الاحتلال، مما يبرر تمسك حماس بسلاحها كجزء من معادلة التحرر الوطني رغم كلفته الباهظة.
هل تلوح فرصة حقيقية؟
مع تصاعد استهداف القيادات المتصلة بإيران وتزايد الضغوط الأميركية، يبدو أن حماس باتت أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات تكتيكية لكنها لن تفرّط، بحسب محللين، في جوهر مشروعها الوطني. الكرة الآن في ملعب نتنياهو: هل يقبل بالضغط الأميركي؟ أم يختار إطالة أمد الحرب؟ الأيام المقبلة تحمل الإجابة.