متابعات – الراي السوداني – أفادت مصادر مطلعة بأن رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، يعتزم إصدار قرار خلال الأيام القليلة المقبلة بتعيين رئيس وزراء جديد يتمتع بصلاحيات تنفيذية موسعة، في محاولة لإنهاء حالة الجمود السياسي التي تعيشها البلاد.
وتشير المعلومات إلى أن الصراعات وتضارب المصالح بين التيارات المختلفة داخل مجلس السيادة كانت سببًا مباشرًا في تعثر مباشرة السفير دفع الله الحاج مهامه كرئيس وزراء مكلف، رغم الإعلان عن تعيينه قبل نحو ثلاثة أسابيع. فحتى الآن، لم يعد الحاج إلى السودان، كما لم يظهر وزير الخارجية المكلف، ما زاد من حدة الشكوك حول الجهة الفعلية التي تتحكم في القرار السياسي داخل المجلس، ومدى قدرتها أو رغبتها في تشكيل حكومة فعالة.
وفي تعليق لافت، كتب الصحفي عزمي عبد الرازق تحت عنوان “حكومة لله يا محسنين!” قائلاً: “تحوّل موضوع رئيس الوزراء إلى لغز محير، سواء في التردد القاتل، أو تأخر الإعلان الرسمي، أو حتى في غياب أي ظهور له بعد تسميته.”
وأضاف عبد الرازق أن ما يزيد الوضع تعقيدًا هو غياب مؤسسات الدولة، وافتقار البلاد لسلطة تنفيذية واضحة، في ظل تداخل مراكز اتخاذ القرار، وغياب جهة سياسية مسؤولة تمثل الشعب أمام الداخل والخارج.
ويشير مراقبون إلى أن حالة الفراغ هذه تضع السودان في موقع غامض على الساحة الدولية، حيث يترقب الاتحاد الإفريقي تشكيل الحكومة كشرط أساسي لإعادة عضوية السودان المجمّدة، فيما تنتظر دول مثل تركيا وروسيا والصين جهة رسمية لعقد اتفاقيات استراتيجية معها. أما دول الخليج، باستثناء الإمارات، فتأمل في انطلاق شراكات اقتصادية واستثمارية فور إعلان الحكومة الجديدة.
ويرى كثيرون أن المستفيد الوحيد من استمرار هذا الوضع المختل هم أعداء السودان ودوائر الفساد التي تجد في الفوضى بيئة خصبة للتمدد، متسائلين: من هو صاحب النفوذ الذي يعطل قرارات رئيس مجلس السيادة؟ ولماذا يبدو البرهان عاجزًا، أو ربما غير راغب، في تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تقود البلاد في هذا الظرف الحرج؟
ففي ظل الحرب والتحديات الوجودية التي تواجه السودان، لم يعد مقبولًا استمرار حالة المراوحة، ولا يمكن لأي جهة أن تفرض وصايتها على قرار وطني مصيري كهذا.