الصين في مرمى النيران
جدل واسع يلاحق الصين بعد استخدام أسلحتها في السودان
متابعات – الراي السوداني
في موقف فريد يضع الصين أمام امتحان مبادئها العالمية، تساءل السياسي السوداني مبارك أردول عن الكيفية التي توفّق بها بكين بين عدائها المعلن للنيوليبرالية الغربية وتعاونها الضمني مع وكلائها الصغار في الشرق الأوسط، عبر بوابة شركاتها العملاقة.
أردول، وفي منشور مثير، أشار بوضوح إلى أن الأسلحة والمسيرات التي تستخدمها مليشيا الدعم السريع في استهداف البنية التحتية بالسودان، مصدرها شركة “نورينكو” الصينية، الرائدة في الصناعات الدفاعية، وهي ذاتها التي تنشط تجارياً في مجال التعدين في منطقة أبو حمد بولاية نهر النيل، وهو ما يطرح علامات استفهام حول تضارب المصالح وقواعد ضبط التصدير.
ويحذر أردول من أن التحكم في هذه المسيرات يتم عبر الأقمار الصناعية الصينية، مما يعني امتلاك بكين القدرة التقنية على إيقافها متى شاءت، لكنها لم تفعل، ما يعزز الشكوك حول التواطؤ أو اللامبالاة.
ويرى أردول أن بيع الأسلحة قد تم عبر طرف ثالث – يرجّح أن تكون أبوظبي – لكن الشركات الصينية لم تتقيد بشروط الاستخدام ولم تُظهر أي التزام سياسي بمواقف حكومتها الداعمة للاستقرار، مما يجعل بكين في مرمى الغضب الشعبي السوداني، وهو ما يفسر إعلانها الأخير عن سحب رعاياها، تحسبًا لأي تصعيد شعبي ضد مصالحها أو بعثاتها.
ويضيف أن أي مظاهرات ضد الصين في السودان ستكون بمثابة “ضربة رمزية” في عمق صراعها المفاهيمي مع الغرب، وقد تتسبب في إحراج لتحالف “البريكس”، الذي تراهن عليه بكين كمنصة مضادة للهيمنة الغربية.
أردول يدعو الصين إلى سياسة صارمة تلزم شركاتها بعدم التورط في دعم الجماعات المسلحة التي تؤدي إلى تفكك دول الجنوب، حتى لا تسقط في فخ النفاق الجيوسياسي، فـ”لا يمكنك مناهضة الغرب وأنت تنفذ سياساته المتوحشة في الخفاء”، على حد تعبيره.