إقتصاداخبار السودان

وزير المعادن السوداني يضع حدا لتصدير الذهب إلى الإمارات!

تابعنا على واتساب

حاورته – صباح موسى- يشهد ميدان المعارك في السودان تحولا ملحوظا لصالح القوات المسلحة، بعد انتصارات كبيرة في كل المحاور وعلى كل الأصعدة، ويعد تحرير القصر الجمهوري نقطة تحول جديدة ومهمة في مسار الحرب التي أوشكت على تحرير ولاية الخرطوم وتنظيفها تماما من مليشيا الدعم السريع.. وللوقوف على مجريات الأحداث بالبلاد أجرينا حوارا مع وزير المعادن، والقيادي البارز في حركة جيش تحرير السودان، محمد بشير أبونمو تحدث فيه عن آخر تطورات الأوضاع بالبلاد، وعن المستجدات في دارفور، وتطرق إلى عدد من الملفات الحيوية التي تهم الداخل السوداني… وفيما يلي نص الحوار.

 

 

 

 

بداية كيف ترى انتصارات الجيش على مليشيا الدعم السريع في الخرطوم؟

الشعب السوداني كله سعيد ومنبهر للتحول الدرامتيكي للمعارك في العاصمة، وتحرير رمز سيادة البلاد وهو القصر الجمهوري، وكل الوزارات الموجودة على طول ساحل النيل الأزرق، وكل مساحة حي المقرن بين النيلين، بأبراجها المتمثلة في البنك المركزي وبرج زين وبرج الساحل والصحراء، وفندق كورال وقاعة الصداقة وبرج فندق الفاتح، ومقر السفارة المصرية، والذى دنسته المليشيا وجعلته مستودعاً ضخماً للذخائر والقذائف والصواريخ المضادة للدروع والطائرات.

 

 

 

وكيف تقيم هذه الانتصارات؟

المعارك الآن اتخذت منحىً واحدًا، وهو الهجوم من طرف الجيش السوداني، والطرف الآخر يقاتل ليس من أجل الدفاع للحفاظ على المواقع حسبما كان الأسلوب للجيش في بداية الحرب، بل يقاتل من أجل خلق ثغرة في جدار الحصار المفروض عليه للهروب، فالفرص أصبحت الآن محدودة جداً إن لم نقل معدومة، لا توجد فرصة للحفاظ على المواقع، ولا توجد فرصة للهروب والنجاة، الفرصة المأمونة الوحيدة هي الاستسلام، لأن فرص الدفاع والهروب صارت انتحارا مؤكدا للمليشيا.

 

 

 

 

وما تعليقك على خطاب حميدتي الأخير والذي قال فيه أن القصر الجمهوري خط أحمر وبعد ثلاث أيام تم تحريره من قبل الجيش؟

حميدتى أو من (يتقمص شخصه)، أو حتى مستشاريه في الخارج يتحدثون استناداً على الوقائع على الأرض بنهاية السنة الأولى من الحرب، حيث كانوا يسيطرون على مساحات كبيرة من العاصمة والأقاليم، وبذلك هم غير مستوعبين لانعكاسات أعمالهم الوحشية على المواطن السوداني الذى هبّ بجميع قطاعاته للدفاع عن الوطن من الغزاة من عرب الشتات وداعميهم من دول الشر، وبالتالي ثبت للشعب السوداني أن ذلك الحديث هو حديث شخص بعيد عن متابعة مجريات الحرب على الأرض.

 

 

 

وكيف ترى مستقبل الشراكة بين الدعم السريع وعبد العزيز الحلو ؟

الشراكة بين الدعم السريع وعبدالعزيز الحلو ولدت ميتة كالحكومة الموازية التي لم تَرَ النور حتى الآن ولن تراه أبداً.

 

 

وماهي آخر تطورات الأحداث في دارفور ؟

التطورات العسكرية في دارفور الآن لصالح القوات المسلحة والمشتركة والقوى الشعبية المسلحة و المساندة، وذلك بدرجة كبيرة، وقبل ثلاث أيام حدثت معركة كبيرة في منطقة المالحة بمحور الصحراء شمال شرقى الفاشر، دمرت فيها قواتنا ما تبقى من قوة صلبة للمليشيا في تلك المنطقة، والآن القوات المسلحة والمشتركة وقوات العمليات الخاصة التابعة لجهاز المخابرات وكل القوات المساندة تتجه وبخطى متسارعة للوصول إلى الفاشر وفك حصارها، وقوة المليشيا الموجودة حوّل الفاشر الآن في أهون حالاتها، بعد أن قنعت قيادة المليشيا وتخلت عن خطة اسقاط الفاشر بالاقتحام بعد فشلها في أكثر من 190 هجوما، واتجهت الآن إلى حرق كل القرى حول المدينة، وتدمير مصادر المياه فيها، وتهجير أهلها إلى مخيم زمزم، ومحاولة قطع كل طرق الامداد للمدينة والمخيم، لغرض تجويع أهل الفاشر ومخيم زمزم ومنعهم من مياه الشرب، وهي جريمة ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ويجب على المجتمع الدولي القيام بدوره لإدانة المليشيا وتصنيفها كمليشيا إرهابية.

 

 

 

هل ما زلت عند رأيك بضرورة التركيز على الحرب في دارفور؟

نعم..إن التركيز على الحرب في دارفور هو أولوية في المرحلة القادمة، أولا لفك حصار الفاشر، والاستفادة القصوى من المعنويات العالية للقوات المسلحة والمشتركة والقوى الشعبية المساندة، وذلك من أجل القضاء على ما تبقى من المليشيا، والذين هم الآن في أدنى مستوى من المعنويات، سواء كانت تلك المجموعات المهزومة والهاربة من محور الصحراء، أو تلك المجموعات التي حالفها الحظ بالانسحاب من معارك الخرطوم قبل غلق كل الثغرات الممكنة للهروب من وسط الخرطوم، والآن ليس فقط من المستحيل الهروب من العاصمة إلى خارجها، بل من المستحيل الهروب من وسط الخرطوم إلى جبل أولياء، حيث الثغرة الوحيدة المتبقية للهروب المؤقت لمن ينجو من ملاحقة صقور الجو بعد عبوره من هناك متجهاً صوب غرب السودان.

 

 

 

في تقديرك بعد كل هذه الانتصارات للجيش ماهي فرص نجاح تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع؟

الحكومة الموازية صارت مستحيلة، لأسباب منها أن الخيارات صارت صفرية الآن، وإحدى هذه الخيارات كانت القصر الجمهوري وحُسم أمره قبل يومين بالاستيلاء عليه من قبل القوات المسلحة، وكان هنالك خيار كاودا وأفشله أبناء النوبة في الحركة الشعبية وأبناء جنوب كردفان من القبائل العربية، بما في ذلك مجموعات أبناء المسيرية المنضويين تحت لواء الدعم السريع، وهنالك الآن خيار أخير ولكنه صفري أيضاً وهو خيار إسقاط الفاشر والذي شرحنا صعوبته، هناك نوع من القلق والغضب عن دور المسيرات الاستراتيجية التي تضرب بعض المواقع الاستراتيجية في المدن والمطارات وآخرها تلك التي ضربت القصر الجمهوري فور تحريره وأودت بحياة فريق من التلفزيون القومي.

 

 

 

 

هل استطاعت السلطات العسكرية تحديد منصات إطلاق هذه المسيرات؟

تطورات الحرب تشير الآن بوضوح إلى هزيمة المليشيا وفقدانها لمواقعها على مدار اليوم، وقد أدت تلك الهزائم المتكررة إلى تحول سلوك المليشيا والذى يُنبئ إلى الإفلاس والانتقام الأعمى، باستهداف المدنيين والأماكن الاستراتيجية على حدٍ سواء، وذلك بإطلاق مسيرات استراتيجية من بعض دول الجوار المعروفة، وخطورة هذا التطور هي أن هذه المسيرات تنطلق من مواقع ومطارات معروفة في هذه الدول ولا شيء يخفى، لأن العالم أصبح قرية صغيرة، ولأن تلك الأقمار الصناعية التي ترشد هذه الصواريخ إلى أهدافها في السودان، يمكن بالمقابل إيجاد أقمار صناعية مملوكة (لآخرين) أن تقوم بنفس المهمة لضرب مطارات وأهداف استراتيجية للدول التي تنطلق منها هذه المسيرات، ومن هنا نحذر هذه الدول، ونقول إننا الآن مشغولون داخلياً على كنس المليشيا من كل أرض السودان في المدى القريب جداً، وعند انتهاء هذه المهمة بهزيمة نهائية للمليشيا، وكنسها من أرض السودان، عندها نستعد لردع العدوان الخارجي، وخاصة ذلك الذي يأتي من دول الجوار، وأرجو ألا تتوهم هذه الدول بأن أياد السودان مغلولة، ولتعلم هذه الدول أن هذه المسيرات لم تقم هي بصناعتها، بل استجلبتها ، أو (اُستجلبت) لها من الخارج ، ولا تنسى أن هذا الخارج هو أيضاً متاح للآخرين وبأموالهم وللدفاع عن أنفسهم، وليس بالضرورة بأموال الآخرين.

 

 

 

 

هل هناك نية لوقف تصدير الذهب السوداني إلى الإمارات؟

باعتباري الوزير المسؤول عن الإشراف، وإدارة إنتاج الذهب والإشراف على تصديره بالتنسيق مع الجهات المعنية، فنقول بالفم المليان نعم نحن ساعون بقدر الإمكان لإيجاد مقاصد أخرى غير الإمارات لتصدير الذهب.

 

إنتاج السودان المرصود من الذهب 64 طنا نهاية العام الماضي

 

 

 

ماهي مقاصدكم الأخرى لتصدير الذهب غير الإمارات؟

من الخيارات المفضلة جداً هي دولة قطر، البلد الذى لم يتأذى السودان في تاريخه، بل على العكس، قطر أياديها دائماً بيضاء في تعاملها مع السودان دون منٍ أو أذى، سواء كانت في مجال تقديم الخدمات الإنسانية أو في مجال التبادل التجاري والاستثماري، ومن المفارقات المضحكة فقد مررت أمس على تقرير أبسط ما يمكن وصفه بأنه ساذج ومضحك، وهو الزعم بأن خارجية دولة الإمارات قالت إن الإمارات لديها عقود تصدير الذهب السوداني إليها منذ أكثر من 9 سنوات، وأن السودان قد استلم جميع مستحقات الذهب، وتعهد بتوريده للعشرين عاماً المقبلة، ولا يستطيع السودان مهما حدث تغيير الاتفاقات الدولية ….. إلخ، للوهلة الأولى فقد اعتقدت أن التقرير يتحدث عما قيل أن بيع بترول دولة جنوب السودان للإمارات للعشرين السنة القادمة، ولكن اتضح لي لاحقاً أن التقرير بالفعل يتحدث عن السودان، لكن المضحك في الموضوع والسذاجة أن التقرير يصور أن ذهب السودان هو محتكر لدى الحكومة، وأن الحكومة تعقد من الصفقات الملزمة الآنية منها والآجلة مع دولة الإمارات دون غيرها، وأن حكومة السودان لأخيار لها غير الإذعان للإيفاء بالعقود الدولية الملزمة تجاه الامارات، وهذا هراء للأسف.

 

 

 

زعم الإمارات بأن السودان تعهد بتوريد الذهب لها لعشرين عاماً هراء

 

 

 

لماذا هراء.. هل لك أن تفسر أكثر؟

إن نسبة كبيرة من الذهب المصدر للإمارات هي لشركات خاصة، وارتباطهم بالإمارات هو فقط للارتباطات المسبقة معها والتسهيلات الموجودة هناك، من سوق حر وخدمات بنكية ميسرة، وإننا نشجع هذه الشركات الآن للبحث عن أسواق في دول أخرى مثل قطر والسعودية ومصر والبحرين وتركيا وروسيا، ونحن كحكومة نعمل على تسهيل فتح هذه الأسواق الجديدة في الدول المذكورة أو غيرها.

 

 

 

 

ما هو حجم إنتاج السودان من الذهب سنوياً؟

إنتاج الذهب (المرصود) متذبذب من عام إلى آخر حسب الظروف، فمثلاً في عام 2022 قبل الحرب، كان الإنتاج السنوي في حدود 42 طنا، وفي عام اندلاع الحرب 2023، ومع صدمة الحرب بلغ الإنتاج بنهاية العام 23 طنا، وفي العام الماضي بلغ الإنتاج بنهايته 64 طناً.

 

 

نقلا عن المحقق الإخباري

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى