معركة الخرطوم تقترب من الحسم.. الجيش يفرض الطوق الأخير والدعم السريع في مأزق!
متابعات - الراي السوداني
متابعات – الراي السوداني – فرضت القوات المسلحة السودانية حصارًا محكمًا على عناصر مليشيا الدعم السريع داخل القصر الجمهوري وبعض المقار السيادية في وسط الخرطوم، مما أدى إلى تقلص مساحة سيطرتهم إلى أربعة كيلومترات مربعة فقط.
جاء ذلك بعد نجاح الجيش في السيطرة على مستشفى فضيل ومستشفى الزيتونة، إضافة إلى تحييد شارع القصر عند تقاطع شارع السيد عبد الرحمن، واستكمال عمليات التمشيط حتى مقر وزارة الخارجية شرق القصر الجمهوري.
شهد يوم الإثنين تطورًا استراتيجيًا مهمًا بإعلان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد نبيل عبد الله، عن التحام جيش المدرعات مع جيش القيادة العامة داخل مستشفى الشعب التعليمي، عقب معركة شرسة انتهت بطرد المليشيا من المنطقة.
ويعد هذا الالتحام الأكبر منذ التحام جيش الكدرو مع القيادة العامة، حيث مكّن سلاح المدرعات من كسر الحصار الطويل المفروض عليه، وتعزيز قدرته على تلقي الإمدادات مباشرة دون الحاجة لعبور نهر النيل.
منذ أغسطس الماضي، تبنى جيش المدرعات خطة توسع نحو الشمال، محققًا تقدمًا بطيئًا لكن ثابتًا، إلى أن تمكن من السيطرة على اللاماب ومجمع الرواد، المقر الرئيسي لمليشيا الدعم السريع في جنوب الخرطوم.
وقد أسهم هذا التقدم في تحقيق الالتحام مع جيش القيادة العامة داخل مستشفى الشعب التعليمي، ما عزز موقف الجيش في المعركة.
يعتبر هذا التطور نقطة تحول كبيرة في معركة الخرطوم، حيث أدى إلى فك عزلة المدرعات، مما مكن الجيش من التحرك بحرية أكبر، وعزز فرصه في استعادة السيطرة على وسط العاصمة.
تقلصت سيطرة المليشيا إلى نطاق محدود، وأصبحت محاصرة بالكامل، مما يجعل انهيارها أو استسلامها أمرًا وشيكًا، خاصة مع التراجع المعنوي الذي بدأ يظهر في صفوف المرتزقة.
بدأ التأثير النفسي لهذا التحول يظهر سريعًا، حيث استسلم عدد من القناصة الجنوب سودانيين الذين كانوا متمركزين في مبنى بنك بيبلوس، بينما فرّ بقية المرتزقة قبل وقوعهم في قبضة الجيش.
وفي المقابل، تعيش عناصر مليشيا الدعم السريع داخل القصر الجمهوري والمقار السيادية أوضاعًا قاسية نتيجة تضييق الحصار عليهم، ما يضعهم أمام خيارين: إما الاستسلام أو شن هجوم انتحاري واسع على الجيش، وهو سيناريو يرجحه المراقبون، ويبدو أنه يتماشى مع خطة الجيش لإنهاء وجود المليشيا تمامًا في الخرطوم.
تشير التوقعات إلى أن الجيش يقترب من فرض سيناريو مشابه لما حدث في معركة الإذاعة، حيث أجبر المليشيا آنذاك على الخروج من مواقعها المحصنة بعد تضييق الخناق عليها. تعتمد هذه الخطة على فرض حصار يمنع المليشيا من أي إمدادات أو تحركات، مما قد يدفعها لمحاولة كسر الطوق بأي ثمن، ليكون ذلك الفرصة المناسبة للجيش لتوجيه ضربة قاضية لما تبقى من قوتها.
ويعد هذا السيناريو أقل تكلفة من خيار الاقتحام المباشر، الذي قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة وأضرار بالغة في المباني التاريخية بوسط الخرطوم.
في إطار الاستعداد للحسم، وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة صباح اليوم إلى وسط المدينة، شملت طائرات مسيرة، قناصين، وحدات مدفعية، وكتائب خاصة للاقتحام.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن هذه القوات لم تشارك حتى الآن في معركة الكرامة، مما يشير إلى أن الجيش يحتفظ بها للمرحلة الأخيرة من القتال في العاصمة قبل الانتقال إلى دارفور، التي يُتوقع أن تكون أكثر تعقيدًا.