لن تُصدق.. جوازات الدعم السريع برعاية الإمارات ! هل تشتعل شرارة تقسيم السودان؟
متابعات - الراي السوداني
متابعات – الراي السوداني – تشهد الأزمة السودانية تطورًا لافتًا بعد تداول أنباء عن شروع دولة الإمارات العربية المتحدة في إصدار جوازات سفر لصالح حكومة أعلنتها مليشيا الدعم السريع المتمردة.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن هذه الجوازات تحمل اللونين الأبيض والرمادي، وقد حظيت بموافقة بعض الدول للسماح بمرور حامليها بعد تنسيق مسبق مع الإمارات.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع إعلان قوات الدعم السريع عن نيتها تشكيل حكومة خاصة بها في المناطق التي تسيطر عليها، إلا أن الإعلان الذي كان مقررًا له 17 فبراير الجاري تأجل إلى يوم الثلاثاء، بسبب تعذر وصول بعض الوفود المشاركة.
هذا التحرك السياسي جاء بينما تتوالى خسائر المليشيا على الأرض، في ظل تقدم كبير للقوات المسلحة السودانية التي تمكنت من استعادة مناطق استراتيجية عدة، من بينها أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم التي باتت على وشك أن تُعلن خالية من التمرد.
قرار إصدار جوازات سفر موازية أثار جدلاً واسعًا على المستويين المحلي والدولي، حيث اعتبره مراقبون خطوة خطيرة تهدد وحدة السودان وسيادته. كما يُنذر بإحداث شقاق إضافي داخل النسيج السوداني، في وقت يسعى فيه الجيش السوداني لتثبيت الأمن وفرض سيادة الدولة.
ورغم وجود موافقة مبدئية من بعض الدول على التعامل مع هذه الجوازات الجديدة، إلا أن الموقف الدولي ككل لا يزال ضبابيًا، خاصة أن الاعتراف بحكومات المليشيات يُعد انتهاكًا صريحًا للأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي. كما أن الاتحاد الإفريقي لطالما شدد على رفضه التعامل مع الكيانات المسلحة خارج إطار الحكومات الشرعية.
على الصعيد الداخلي، عبّرت الحكومة السودانية عن رفضها القاطع لأي محاولات لفرض أمر واقع عبر المليشيات، مؤكدة أن مثل هذه التحركات لن تجد القبول الشعبي ولا الدولي.
المواطن السوداني بدوره ينظر بعين القلق إلى هذه التطورات، إذ يخشى أن تكون مقدمة لتقسيم البلاد، أو جرها نحو مزيد من الفوضى والانقسام.
قانونيًا، فإن اعتماد جواز سفر تصدره مليشيا غير معترف بها دوليًا قد يضع حامليه في مأزق أثناء التنقل بين الدول، خاصة أن مطارات عدة قد ترفض التعامل مع مثل هذه الوثائق، ما يزيد من تعقيد وضع السودانيين الذين فروا من مناطق النزاع بحثًا عن الاستقرار.
إقليمياً، ينظر بعض المحللين إلى هذه الخطوة الإماراتية كجزء من استراتيجية أوسع تسعى من خلالها أبوظبي لتعزيز نفوذها في منطقة القرن الإفريقي، مستغلة حالة الفراغ الأمني والسياسي في السودان.
ويرى آخرون أن الإمارات ربما تراهن على تكوين كيان موازٍ في مناطق سيطرة الدعم السريع، بما يشكل ورقة ضغط مستقبلية على الحكومة السودانية.
ومع استمرار المعارك الميدانية، تبدو الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، فإما أن يتمكن الجيش السوداني من حسم المعركة لصالحه ويعيد فرض هيبة الدولة، أو تستمر حالة الاستنزاف، مما قد يؤدي إلى تكريس واقع التقسيم وظهور كيان موازٍ تدعمه أطراف إقليمية.
في ظل هذه التعقيدات، يبقى المواطن السوداني هو المتضرر الأكبر، حيث تتفاقم معاناة النازحين واللاجئين، ويزداد الغموض حول مصير من قد يحملون الجواز الجديد، وسط شكوك حول مدى اعتراف المجتمع الدولي به.
ختامًا، فإن السودان يقف اليوم عند مفترق طرق، بين شرعية الدولة ومحاولات فرض سلطة المليشيات. وبينما تتقدم القوات المسلحة على الأرض، تبقى الحلول السياسية هي السبيل الوحيد .