الشيخ “موسى هلال” .. يسابق الالغام!
رشان أوشي
يجب أن يعي جميع السودانيين جيداً، إن الحرب التي نخوضها هي لتغيير وجه السودان ، ديمغرافياً وجعرافياً، هي إحدى أدوات مشروع التقسيم عبر استثمار الصراع المجتمعي المرتبط بملكية الارض والحواكير ، خاصة في الاقاليم التي تعاني من استقطاب اثني .
وسط هذه الأجواء ترتسم في الأفق خطوة تنظر إلى الأمور بمنظار الحكمة والمنطق، وبما هو لصالح مجتمعات السودان، التي بلغ بها الضيق مداه من الممارسات السلطوية في حقب سابقة، وتتمثل الخطوة بسعي القيادة السودانية لوضع الأمور على سكة التعقل، وذلك بالسماح لكل السودانيين الراغبين بالمشاركه في معركة التحرير.
كما سمحت القيادة لفصائل المقاومة الشعبية في الشمال ، الشرق والوسط بالمشاركة في ميدان القتال ضد التمرد المدعوم من الامارات والغرب ، و للحركات المسلحة الموقعة على إتفاق “جوبا” للسلام ، ايضاً فعلت ذلك مع قوات “مجلس الصحوة الثوري” التي يقودها زعيم “المحاميد” ،الشيخ “موسى هلال” ، فمعركة التحرير واجبة على كل السودانيين الوطنيين بمن فيهم المنحدرون من الحواضن الاجتماعية التي تغلب على تكوين مليشيات “الدعم السريع “.
اعتمد الضخ الهائل من الميديا المنحازة ضدّ الشيخ “موسى هلال” على خطاب عاطفي حول ماحدث بدارفور ابان حقبة “البشير” ،وبنى أحكامه على رؤية مجموعات تحاول ورثة نفوذ “حميدتي” بدارفور .
حسناً.. بعض الماضي يساعد في فهم أخطار الحاضر.
في يونيو/2022م ، انخرطت الحكومة السودانية عبر لجنة عسكرية تقودها “هيئة الاستخبارات العسكرية” في ورش عمل تمهيداً لمفاوضات سلام بدولة “النيجر “، عبر وساطة فرنسية مع فصائل مسلحة لم توقع على اتفاق “جوبا، اندمجت في تحالف اطلق عليه ” تحالف المسار الديمقراطي ” ، وهي قوات (مجلس الصحوة الثوري _موسى هلال ، حركة العدل والمساواة الجديدة_ منصور ارباب، الحركة الثورية للعدل والمساواة_ يس عثمان، حركة تحرير السودان _عباس جبل مون، مجلس الصحوة القيادة الجماعية _علي رزق الله “السافنا”)،
لم تكتمل بسبب اندلاع الحرب، اذاً انحياز الشيخ “موسى هلال” للدولة والمشروع الوطني قبل الحرب ، كما ان “مجلس الصحوة الثوري” احد مكونات حلف “الكتلة الديمقراطية”، وتشارك قواته في دحر التمرد منذ اليوم الأول للحرب ، وترابط في حدود شمال دارفور مع الولاية الشمالية منذ عام.
المشاهد السودانية الكارثية و بلد بكامله تحت النار، لم يحجم طموحات الهيمنة ، فقد كشفتِ الحرب خللاً هائلاً في ميزان القوى ، التي توظف اللحظة الراهنة من الاضطراب السياسي والمجتمعي في عملية انقضاض لا ترحم.
من يحاول إقصاء مجموعات سودانية من الوجود المجتمعي ، يقودنا إلى طريقِ نكبةٍ جديدة أشد هولاً من القديمة؟ ويضعنا أمامَ فصلٍ جديدٍ في النزاع الطويل والمرير، لتحلُّ فيه هيمنة قبلية مكانَ هيمنة “حميدتي” السابقة بإسم “الرزيقات” ، وتعمل على انتزاعِ حقِّ التَّحدثِ باسمِ شعب دارفور وفرضِ خياراتِها عليه .
عندما تتوقف عاصفة النار ، من يستطيع إخراجَ السودان من هذا الجحيم، هو موقف القيادة السودانية القاضي باشراك جميع السودانيين الوطنيين في معركة التحرير وإعادة بناء الدولة والأمة السودانية على أسس العدالة والمساواة وفقاً لمعايير الانتماء الوطني، فلن يقبل “البرهان” إن يتفكك السودان في عهده وتؤخذ القبائل بجريرة أبناءها العاقين .
محبتي وأحترامي