كتب عبدالماجد عبدالحميد :
تلقيت رسائل ومكالمات عديدة من رموز وقيادات وشباب ينتمون بالأصالة للتيار السلفي في السودان ينحون عليّ باللائمة علي ما سموّه بالهجوم اللاذع وغير المبرر علي وزير الصحة الإتحادي والذهاب إلي إتهامه بالتواطؤ والتماهي مع مجموعات اليساريين والشيوعيين والجمهوريين ومناصريهم من داعمي مليشيات التمرد العسكرية والسياسية في قوي الحرية والتغيير ونسختها الرديئة ( تقدم) ..
وطالعت أيضاً عدداً من المقالات ( المطولة والمكررة) والمعلقات المادحة لوزير الصحة والناقدة لشخصي بتعسف لاصلة له بالقضية الأساسية حيث ترك هؤلاء المناصرون المتحمسون من شباب التيار السلفي ، تركوا الموضوع وذهبوا للدفاع عن الشخص في أكبر عملية دفاع عن وزير ( أنصار سنة ) منذ سقوط الإنقاذ !!
ومما لاحظته ضيق صدر المدافعين عن الوزير هيثم بالنقد وتمترسهم خلف كرسي الوزير وكأن الحركة السلفية في السودان ستتضعضع أركانها إن ذهب الوزير من منصبه وغادر كرسي الوزارة ونسي هؤلاء في غمرة دفاعهم عن الوزير أن تجربة التيار السلفي وتأثيره في السودان أعمق أثراً وأعظم تأثيراً من منصب وزير في حكومة لا لون لها ولا طعم ولارائحة !!
ومن المفارقات الغريبة عندي أن ينبري للدفاع عن وزير الصحة سلفيون موغلون في التطرف وشيوعيون غارقون في الضلال الفكري والسياسي ومع هذا يتماهون مع وزير يعمل مع حكومة العسكر وهي براغماتية لم نعهد لها مثيلاً طيلة صراعنا مع الشيوعيين عامة والتيار العلماني خاصة فقد كان من بينهم مبدئيون لكن النسخة الحالية من اليسار الشيونيوليبرالي تميل إلي تغليب مصالحها ومغانمها الذاتية علي حساب المواقف الديالاكتيكية التي لم تعد رائجة البضاعة في عصرنا هذا !!
أتعجب كثيراً لضيق بعض شباب شيوخ التيار السلفي بنقد ابنهم الوزير .. وكأن هؤلاء لم يعايشوا مرحلة الهجوم الشرس التي كان يتعرض لها أبناء الإسلاميين من الوزراء والمسؤولين وكبار موظفي الدولة ومع هذا لم ينبري أحد من شباب أو شيوخ الإسلاميين للدفاع عن هذه الوزير أو ذاك .. تركوا مساحة للصحافة والرأي العام لمحاكمته وتم إبعاد عدد من الوزراء لأن الرأي العام وأحاديث شارع الصحافة نقلت أخبار وتقارير موثقة عن أخطاء كارثية لهذا الوزير أو ذاك ..
ليس غريباً إن قلنا إن ورع وتدين هذا الوزير أو ذاك ليس عاصماً له من الوقوع في مصيدة مكر وتدابير الشيوعيين ومن لفّ لفّهم .. فهؤلاء قوم يظهرون الود والتقدير ويضمرون الشر وسئ الأفعال والأقوال .. إنهم أي الشيوعيين وأتباع المنظمات الدولية بارعون في دس السم في الدسم .. وعندما سقطت الإنقاذ تبيّن أن أقرب أصدقاء الإسلاميين من الشيوعيين والجمهوريين وحزب الأمة نموذج الماحي الأنصاري هم ألدّ أعداء ليس الإسلاميين فقط وإنما أعداء الوطن ذاته ..
وتجربة الوزير هيثم الورع التقي كما يعرفه زملاء الدراسة والمهنة ومشايخه ليس كافية لحمايته من رشاش ورصاص المنافقين من الشيوعيين والجمهوريين الذين يحيطون به ويسهلون خطوط اتصاله مع منظمات وجمعيات طبية وصحية لا تخفي عداءها للوطن السودان لكنها تلاطف وتتعامل بوش السماحة والظرافة مع الوزير هيثم !!
آمل ألا يغرق المدافعون عن وزير الصحة في شبر موية ويتركوا ساحة وزارة الصحة في السودان لنشاط هدّام يقف وراؤه شيوعيون وحاقدون علي الشعب والجيش السوداني وهم عينة من الناس تعطيك من طرف السان حلاوة وتروغ منك كا يروغ الثعلب !!