كتب:عثمان عبد الحليم
بيان الدويلة الذي جاء بلغة عدائية عالية ليدين قصف ما اسمته مقر السفير عبر طيران الجيش، وللجيش الحق في ضرب ما يراه داخل حدود البلاد حتى لو كانت سفارة دولة أجنبية إذا تحصن بها متمردون وكانوا هم المقصودين،
وطبعا معروف أنه لا سفارة عمليا ولا سفير موجود في الخرطوم بعد ان أصبحت ساحة حرب وانتقلت السفارات إلى العاصمة الإدارية بورتسودان بل حتى السفير ليس موجودا هناك منذ فترة في حين غادر ما تبقى من طاقم البعثة قبل أيام ..
هذا البيان هو رد فعل متأخر للضربة المؤلمة التي تلقتها الدويلة بمقتل ضباط يحملون جنسيتها في مطار نيالا في غرب السودان كانوا يمارسون أعمالا عدائية وهو ما لا تستطيع الدويلة الشكوى حوله لأنها إذا صرخت او اشتكت من مقتل جنود لها داخل السودان فهي تعطي أدلة مجانية هي في غنى عنها والتقارير الدولية مزدحمة تشير إليها بدعم التمرد بالسلاح والعتاد والرجال.
الدويلة أرادت ان تتسبب وتناكف السودان وتسجل أي رد فعل على هذه الضربة يثير الغبار او ربما يخفف عنها ضغط الادانات لتظهر هذه المرة بمظهر الضحية المعتدى عليها، إضافة إلى أن البيان عدائي اللهجة يأتي كتصعيد مقابل ومكافئ للتصعيد السوداني الذي مثله تفوه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ولأول مرة حسب متابعتي بإسم الدويلة في المؤتمر الصحفي الذي اعقب خطابه في الأمم المتحدة وإتهامها صراحة وهو الذي كان يترك مهمة حمل (وش القباحة) لمسؤولين دونه في الدرجة وهو ما شكل للدويلة احراجاً وربما أرادت ان تظهر انها لن تمارس دبلوماسية في مقابل هذا الوضوح من رأس الدولة في السودان.
هناك تحليل بأن الدويلة ربما تحاول التمهيد والتسويغ لتدخل أكثر مباشرة في السودان، وهو أمر مستبعد لأن أمر كهذا سوف يكون له عواقب كارثية على المنطقة أمنيا وسياسيا قد يؤدي إلى خلط أوراق غير قابل للتنبؤ ولن تصمت حياله دول كقطر ومصر وتركيا وحتى السعودية وقد تخسرها الدويلة وتدخل في مواجهة معها سياسية وعسكرية عنيفة،
أغلب الظن ان الدويلة سوف تكتفي بهذا العراك الدبلوماسي مع تكثيف الإمداد للمليشيا على أمل ان ترد الصاع صاعين للجيش السوداني وهو قد بدأ للتو في مرحلة تكسير عظام المليشيا ومشروعها المدعوم من الدويلة..