اخبار السودانمقالات

عبد الماجد عبد الحميد يكتب عن: مكالمة البرهان وبن زايد

اخبار السودان-الراي السوداني

كتب : عبد الماجد عبد الحميد

قلنا في الساعات الأولي من صباح اليوم تعليقاً علي المهاتفة بين البرهان ومحمد بن زايد (دعونا ننتظر.. من بركات يوم الجمعة أنه يكون يوماً مناسباً لنقل أدق أسرار مهاتفات غرف السياسة المغلقة.. والمسافة بين بورتسودان وأبوظبي ليست بعيدة..

وغداً جمعة.. وغداً لناظره قريب) ..

وقبل أن ينتصف نهار الجمعة كانت أدق تفاصيل ماجري بين برهان وابن زايد مبذولاً في الأسافير.. ولأنني أثق في الأخبار والروايات الصحفية للأخ الدكتور مزمل أبوالقاسم، أجد نفسي مقتنعاً بما خطه مداده في توضيح حقيقة ماحدث وأهمه أن من بادر بالمهاتفة هو محمد بن زايد وليس البرهان..

وهذا كله من حيث الشكل.. أما من حيث الموضوع فإن مسارعة الفريق برهان شخصياً لتوضيح ما جري يعكس تقديراً عاجلاً لردة الفعل الشعبية الغاضبة من خبر أن رئيس مجلس السيادة هو من بادر للتواصل مع رئيس دولة الإمارات.. هذا الشعب لم يعد لديه مايخسره.. ولهذا فهو لن يرضي أن تتم من خلف الستار والكواليس أية تسويات لاتراعي حجم التضحيات التي قدمها هذا الشعب الصامد..

الرواية التي أوردها الدكتور مزمل أبوالقاسم تحمل دلالاتٍ عميقة أهمها أن الجيش السوداني يقف علي أرضية شعبية صلبة تقف خلفه وتدعمه بالغالي والنفيس لإستكمال الحرب وطي ملفها وفق شروط الأمة الصابرة..

مهاتفة ابن زايد للفريق البرهان تؤكد من جانب آخر أن الإمارات دفعت الكثير لتربح الحرب التي ظنتها نزهة لكنها فوجئت بجسارة السودانيين وبسالة أبطالهم في جبهات القتال كافة.. والحقيقة التي يعلمها كل المهتمين بيوميات الحرب التي أشعلتها مليشيات التمرد السريع في السودان أنه ما كان لمحمد بن زايد وكلاب صيد المؤامرة العالمية علي بلادنا أن يقبلوا صاغرين مهاتفة البرهان إن دانت الغلبة في ميادين المعارك لعصابات التمرد.. لكنه عندما تكسّرت سهام الغزاة علي جدار المقاومة العسكرية والوجدانية للشعب السوداني كله، لم يجد بنو قريظة الجُدد غير الإنحناء للعاصفة ومهادنة شعبٍ لايعرف الخنوع..

ليس أمام الفريق البرهان غير حزم حقائبه وتجديد إرادة القتال حتى النهاية.. عندها فقط ستأتي كل الدنيا راغمة تطلب التفاوض..

هذا زمان لايحترم فيه الأعداء غير الأقوياء في حربهم.. والأقوياء في سلمهم..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى