روى مسؤول عسكري في غرفة عمليات الجيش للجزيرة نت أن “مليشيا الدعم السريع كانت تستخدم مبنى الإذاعة والتلفزيون مركزا للقيادة والسيطرة، وأقامت فيه قيادات عسكرية كبيرة، كانت تشرف على منطقة أم درمان”.
وباستعادة مقر الإذاعة والتلفزيون، يكون الجيش السوداني قد أكمل سيطرته على أحياء أم درمان القديمة، وتمدد جنوبا من “محلية كرري” شمال أم درمان، التي ظلت آمنة وتؤوي عددا كبيرا من المواطنين الذين نزحوا إليها من جنوب المدينة وغربها، ويتخذها حاكم ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة مقرا لحكومته.
ويوضح المتحدث ذاته للجزيرة أنه “بعد تقدم الجيش في منطقة أم درمان القديمة، واستعادة السيطرة على غالبية المنطقة، وتضييق الخناق على الدعم السريع، انسحب بعض قادتهم بمركباتهم القتالية إلى مبنى الإذاعة، وكان بإمكان الجيش تدميره فوق رؤوسهم، لكن المبنى يحتوي أرشيفا تاريخيا وتسجيلات نادرة”.
ويكشف المسؤول العسكري -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- أن “قيادة المليشيا حاولت أن تخدع الجيش عندما أبلغت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن لديها أسرى في مبنى الإذاعة، ومستعدة لتسليمهم بشرط السماح لهم بانسحاب آمن، ووافق الجيش على تسلم أي أسير بشرط استسلام القوات قبل السماح له بالخروج”.
ويضيف المسؤول نفسه أن “القوات حاولت الخروج بعملية عسكرية في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، بأكثر من 120 مركبة عبر طريقين، ولكن تم تدمير أكثر من 80 مركبة بـ7 مسيّرات وصواريخ وقوات راجلة، والاستيلاء على نحو 40 مركبة بأسلحتها وعتادها، مما أدى لمقتل وإصابة أكثر من 200 من المسلحين، بينهم قيادات ميدانية بارزة قريبة من قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو -حميدتي- ونائبه عبد الرحيم دقلو”.
ويفيد المسؤول العسكري بأن “معركة الإذاعة كشفت أن قوات المليشيا تعاني من نقص في الذخائر، وتأثرت بغياب قيادتها وعدم التواصل معهم، وعدم صرف أجورهم منذ أغسطس/آب الماضي، وكانوا في روح معنوية سيئة، ويعتقدون أن قيادتهم دفعتهم للمحرقة، ولم تستطع إمدادهم ونجدتهم بعد محاصرتهم لأسابيع”.
ويرى أن “قيادة الدعم كانت مهتمة بمعركة الإذاعة، وبمنطقة أم درمان القديمة، وأرسلت مجموعتين عسكريتين من دارفور بقيادة قائدهم في ولاية جنوب دارفور صالح الفوتي، ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئا، وتم هزيمتهم وفروا من ميدان المعركة”.
ويضيف “بعد استكمال السيطرة على منطقة أم درمان القديمة وتأمين محلية كرري كاملة، تبقت أمامهم أحياء أم بدة في غرب أم درمان ومدينتا البستان والنخيل، وأحياء الفتيحاب وصالحة في جنوبها، وسيؤدي تحريرها إلى حسم 70% من معركة العاصمة بمدنها الثلاث”.