أكدت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في السودان أنه إذا استمرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع فإن “كارثة جيل كامل” ستحدث في البلاد، أولى ضحاياها 24 مليون طفل سوداني.
وقالت مانديب أوبريان إن “النزاع في السودان يعرّض للخطر صحة 24 مليون طفل وبالتالي مستقبل البلاد، ما قد يترتب عنه عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها”.
وأضافت “مستقبل البلاد في خطر، فقرابة 20 مليون طفل لن يذهبوا إلى المدرسة هذا العام إذا لم يكن هناك تحرك سريع”.
وتؤكد أوبريان أن “14 مليون طفل بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة” في هذا البلد البالغ عدد سكانه 48 مليون نسمة، مشيرة إلى أن “ملايين الأطفال السودانيين معرضون للموت والإصابة والتجنيد والعنف والاغتصاب”.
وتوضح أنه مع التدمير شبه الكامل للبنية الأساسية في السودان والهجمات على المنظمات الإنسانية ونهب مستودعاتها حُرم “7.4 ملايين طفل من الحصول على مياه الشرب النظيفة، كما أن أكثر من 3.5 ملايين طفل معرضون للإصابة بأمراض مرتبطة بظروف النظافة الصحية مثل الكوليرا” التي أدت بالفعل إلى وفاة العشرات خلال الشهور الأخيرة.
كذلك فإن الأطفال الذين لم يولدوا بعد هم أيضا في خطر، حيث قالت المسؤولة الأممية إنه “في 2024، سيولد 1.3 مليون طفل ولا بد من توفير دعم مهني للأمهات” في حين أن غالبية المستشفيات خارج الخدمة.
وكانت اليونيسيف قد أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي أن 14 مليون طفل سوداني بحاجة إلى دعم إنساني عاجل وسط تواصل القتال في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويشير المحلل السياسي الرشيد محمد أحمد في حديث لموقع (نبض السودان) أن من المهددات الحقيقية التي ولدتها الحرب طمس استحقاقات جيل كامل بالاشارة إلى ألنزاع المسلح الذي اندلع بين الجيش، وقوات الدعم السريع بحلول 15 من شهر أبريل الماضي.
لافتا إلى أن أبرز تلك المهددات تتسم في صحة الطفولة، وتوقف عجلة التعليم ممايتوقع تفشي أمراض تخلص منها السودان في الماضي، فضلا عن اتساع رقعة الجهل بصورة مستقبلية نتيجة لافرزات النزاعات المسلحة مابين الأطراف السودانية.
ويذهب الكاتب الصحفي عماد باشين في حديث لموقع (نبض السودان) إلى أن ماورد في تقرير المنظمة الدولية للطفولة “يونسيف” أمرا خطير للغاية خاصة وانه يلخص واقع ومستقبل ملايين الأطفال السودانيين الذين يتحملون تكلفة الحرب دون أي وزر.
قاطعا أن خروج أطفال السودان عن دائرة الإحتياجات الأساسية من الصحة، والتعليم يتحمل فيه المسؤولية اولا طرفا النزاع المسلح بالإضافة إلى المجتمع الدولي، والتنظيمات السياسية.
بينما نحن الآن محتاجون إلى دق ناقََوس الخطر، والذهاب نحو وضع برنامج يهدف لتلافي أثار ضياع جيل باكملة.