داؤد باشا ، من السلاطين العثمانيبن كان محباً للغة العربية وأحمقاً ، لفت انتباهه عبارة “ضرب زيد عمرو” فقال هذا شيء عجيب وعمل مقصود، فأرسل إلى أحد علماء النحو وسأله عن ذلك فقال يا مولانا إنما هي مجرد أمثلة للشرح ، فقال السلطان لو كان الأمر كما تقول مجرد أمثلة لقالوا مرة ضرب زيد عمرو ومرة أخرى ضرب عمرٌو زيدا ، أما أن يجعلوا عمرو هو المضروب دائما فهذه جناية وظُلم لا بد من إيقافه ، وحينما لم يستطع أن يقنع السلطان زج به في السجن ثم أرسل إلى آخر وآخر ، حتى ملأ السجن بأهل النحو وحصلت أزمة ومشكلة كبيرة ، وكان في “مصر” آنذاك عالمٌ داهية وفطن ، فأرسلوا إليه الخبر فحضر شافعا في علماء النحو فقال له السلطان : والله لا يخرجون حتى يأتوني بحجة مقنعة على “ضرب زيد لعمرو”، فقال العالم : أصلح الله مولانا السلطان إن عمرو متطفل و”قليل أدب” ويستحق أكثر من ذلك ، فقال السلطان : كيف؟ قال العالم : أليس اسم مولانا السلطان داود ينطق بواوين ويُكتب بواو واحدة؟
قال: بلى ، ولكن أين ذهبت الواو الثانية ؟ قال العالِم المصري ، سرقها الخبيث “عمرو” وألحقها باسمه دونما حاجة إليها فسلط عليه علماء النحو “زيدا” يضربه أبد الآبدين، فضحك السلطان وقهقه وأكرمه وأفرج عن العلماء المسجونين.
الأداء التخطيطي الإستراتيجي الرسمي للدولة السودانية ، خاصة وزارة الخارجية السودانية سقط وتلاشي، منذ زمن طويل بعد أن قام بن زايد بمحاصرة واسقاط “عمرالبشير”، وواصل في المحاصرة والإسقاط بالثورة المصنوعة وبإعتصام الأجهزة المخابراتية أمام القيادة العامة ، ومنذ تلك الفترة ارتدت الخارجية العقال الخليجي الذي تخفيه تحت “كمدولها” – وعبثاً يحاول عُلماء وخبراء العلاقات الخارجية أن يقنعوا الوزير “علي الصادق ” ان ثمة علاقة بين ” زيد و زايد “.
فبالتالي اي نقد مطالبات موجهة للسفير ، الذي تم توظيفه كوزير للخارجية “علي الصادق” والقيام بإصلاحات او اتخاذ سياسات اووخطوات او قرارات ترفع عن البلاد المرمطة الدبلوماسية ، والسلبطة الخليجية والنطعة الافريقية
والشحطة الامريكية… الخ ، فهي كمصارعة طواحين الهواء ، او الحرث في بحر من عدم الإصغاء واللامبالاة ، لسبب أن الأمربالأساس بيد السلطان.
أي آداء سالب او ايجابي ، سيادي كان أوعسكري المسئول الأول والأخيرهو السيد رئيس اللمجلس السيادي والقائد الأعلي للجيش ، وهنا تحضرني طرفة صديقي المحبط من الحلول المستحلية فأقول له ” نقول ليك تور تقول احلبوهو” فيقول (كلو جائز طالما الحلاب هو البرهان الحائز علي درجة الماجستير في فن الخداع الإستراتيجي).
السيد رئيس مجلس السيادة والقائد الأعلي للجيش “البرهان” ، حتي لو أصبح بإمكانات الخُرافة “سوبر مان” لن يستطيع وحده النظر والبت في أمور السودان ، والآن بعد ان تم تصفير عداد “الضغوط والغموض” ، ولاحت تباشير وبُشريات الإنعتاق السيادي، والانفراج السياسي والنصر العسكري وانفضاض سامر المخابرات والمؤامرات وورطة الإمارات لابد من مراجعة الآداء والتخطيط السليم لحُسن ختام النهايات ، وإستشراف البدايات.
خلاصة القول ومنتهاه :
لتلافي وتحاشي أخطاء البدايات والتعويل علي الخارج ، بالضرورة في النهايات التعويل علي الداخل ، والإستعانة بكفاءات وخبرات وطواقم عمل تُعين لا تُعان ، تُستشارلا يُشار لها، تُملي لا يُملي عليها ، دون ذلك ، سيوالي زيد محاصرة وضرب السودان والبرهان ، و”العالِم المصري” هذه المرة ليس بمقدوره إقناع السلطان أن البرهان أخذ حرف الألف الـ (زايد).