محفوظ عابدين .. عمل فطير ..الني للنار!!
اعتقد كثير من المهتمين الذين تابعوا تصريحات المتمرد عبد الرحيم دقلو نائب قائد مليشيا الدعم السريع المتمردة لقناة اسكاي نيوز (الإماراتية) أن المذيعة تسابيح مبارك وهي( سودانية) إعتقد هؤلاء أن المذيعة قد(دقست) أي أخطأت وهي تشكر ضيفها وهي تقول شكرا عبد الرحيم دقلو من (كينيا).
وفي الحقيقة هي لم تخطيء ولكنها قصدت أن تكشف مكان عبد الرحيم دقلو للمشاهدين ،لان اللقاء في حد ذاته جزء من عملية سياسية أو قل(استخباراتية) وليس الهدف منه هو( السبق الصحفي) للقناة وهي تستضيف هذا المتمرد بعد فرض العقوبات الأمريكية عليه،
وكان الهدف الظاهر هو رسالة للعالم بأن (دقلو) في كينيا وليس في الامارات كما أشارت تقارير إعلامية من قبل،والهدف غير الظاهر هو ابعاد شبهة أن دقلو موجود في الامارات وفي الامارات نفسها توجد معظم أموال المليشيا ،وفي الامارات نفسها يدار كل العمل الإستثماري المليشيا عبر شركاتها الموجودة في الأمارات ومنها الشركة التي حظرتها الإدارة الأمريكية في بداية الحرب،ولان العقوبات الأمريكية الأخيرة على عبد الرحيم مرتبطة بالمال والمال موجودة في(الأمارة) لهذا قصدت المذيعة أن تشكر ضيفها من (كينيا)، ولأن الذين يقفون وراء هذا العمل قد(دقسوا) أي أنهم قد أخطأوا حينما اعتقدوا أن عملهم سليم ولكنه ارتد عليهم في (صدورهم) لأن شغل العقوبات على دقلو( قرارات امريكية)،فلهذا سارعت كينيا بالنفي أن يكون دقلو في أراضيها وهذا قد يدخلها في مشاكل مع واشنطون، ولأن شغل العقوبات على دقلو أيضا وراءه امريكا فأن وسائل إعلام أمريكية قد كشفت أن لقاء دقلو مع قناة (إسكاي نيوز) كان من داخل الامارات وتحديدا في (عجمان) وليس من كينيا كما زعمت المذيعة وكما خطط الذين يقفون من وراء هذا العمل.
ويبدو أن كينيا التي كانت( طوع بنان) أبوظبي وهي تنفذ تلك السياسات ضد السودان من خلال رباعية الايقاد التي كانت تقود حملة لفرض (حظر الطيران) في الحرب الدائرة في السودان وهو واحد من عوامل تفوق القوات المسلحة على مليشيا الدعم السريع .
ايضا تلعب كينيا دورا من خلال استضافتها لرموز المعارضة السودانية لتكون مقرا للجبهة المدنية التي يقودها حمدوك شخصيا هذه المرة ولتكون البديل لقوى الحرية التغيير التي حرقت نفسها أمام الشعب السوداني بإنحيازها للمليشيا، ولتكون نيروبي المقر الثاني لحمدوك بعد ابوظبي لتنطلق منها المؤامرات ضد السودان.
ويبدو أن كينيا ستعيد حساباتها في العلاقات مع الإمارات، وان الامارات نفسها ستعيد النظر في فريقها الأمني المكون من( خبراء) و(عملاء) أجانب،لانهم فشلوا في تحقيق الأهداف الصغيرة ،رغم الصرف البزخي عليهم ومنها عملية ظهور دقلو في الاعلام ،هذا فضلا عن العمليات الكبيرة التي كانت ترجوا منها فوائد ضخمة مثل كسب المزيد من الموارد لتكون بديلا للنفط في حالة تأثره بالاسعار أو الأحوال الأمنية في العالم أو الأقليم، ومن خلال إيجاد حكومات موالية لها في البلدان التي تطمع في مواردها،وفي مقدمتها السودان.