طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة تمويل الاستجابة الإنسانية في السودان ودول الجوار لتلبية احتياجات المتضررين من الأزمة، مشيرةً إلى عواقب إنسانية وخيمة جراء نقص التمويل، جاء ذلك فيما تتجه الأوضاع الإنسانية في الخرطوم من سيئ إلى أسوأ وتدهور أوضاع المدنيين الذي لم يستطيعوا مغادرة المدينة، وسط إغلاق العديد من مقرات المنظمات الإنسانية وتعرضها للنهب والسرقة.
وأكد وكيل الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كزافيه كاستيلانوس أن الأزمة في السودان تفتقر إلى تمويل الاستجابة بشكل مثير للقلق، وبما يؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة. وأوضح في مؤتمر صحفي أن الاتحاد تلقى 7% فقط من النداء الإنساني للسودان البالغ قيمته 60 مليون فرنك سويسري، مشيراً إلى أنه «حتى الآن قد نزح من السودان أكثر من 3 ملايين شخص، وعلق ملايين آخرون في خضم الصراع لم يكن لديهم خيار سوى البقاء في منازلهم، وأن النزاع يدور في بلد يعاني أصلاً من انعدام الأمن الغذائي والأزمات المتفاقمة وكان 11.7 مليون شخص بحاجة للمساعدات قبل النزاع، وقد بدأ موسم الأمطار بما يحمله من مخاطر الفيضانات وانتشار الأمراض وزيادة صعوبة الوصول بالمساعدات إلى المحتاجين».
وأضاف أنه «عاد للتو من إثيوبيا حيث يعيش الناس في أكواخ عشوائية أو تحت الشجر أوعلى الطريق لتجنب لدغات الثعابين، وفي بورتسودان يحتاج الهلال الأحمر السوداني إلى الغذاء والأدوية»، مطالباً بتمويل الاستجابة الإنسانية للأزمة في السودان ودول الجوار لتلبية احتياجات المتضررين.
وفي سياق متصل، أعلنت جمعية الصليب الأحمر الكورية الجنوبية، أمس، تقديمها مساعدات بقيمة 466 ألف دولار للسودان.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أن الجمعية قدمت 400 ألف فرنك سويسري «466 ألف دولار» كمساعدات إنسانية إلى السودان.
وأوضحت الجمعية أنها «اتخذت قرار تقديم المساعدات بعد مناقشة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بناء على طلب السفارة السودانية لدى سيؤول»، وفق الوكالة.
وأشارت الوكالة إلى أن الأموال المقدمة ستستخدم في توفير الأطقم والمعدات الطبية والأدوية للمستشفيات بالمناطق المتضررة في السودان، بالإضافة إلى المواد الغذائية والضروريات اليومية للنازحين والأطفال المتأثرين بالأزمة.
في غضون ذلك، أكد مسؤول حكومي سوداني، أن الأوضاع الإنسانية في الخرطوم تسير من سيئ إلى أسوأ ولم تفلح التهدئات والمناشدات السابقة في التخفيف من معاناة المدنيين الذي لم يستطيعوا مغادرة المدينة.
وقال المصدر في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إن مسؤولي المنظمات الإنسانية الموجودين حالياً في العاصمة الخرطوم معزولون عن أي نشاط، وتم إغلاق المقرات والمكاتب بالكامل، ومعظمها تعرضت لعمليات نهب وسرقة.
وأضاف أن «عمليات الإغاثة والترتيبات ومن يمارسون هذا النشاط الآن هم خارج الخرطوم كلياً، لكن كل مكاتب وفروع المنظمات بالعاصمة مغلقة ولا يستطيع أحد ممارسة أي نشاط إغاثي أو إنساني أو حتى التحرك، ليس هناك تأمين لأي فرد في مناطق النزاع». وأشار المصدر إلى أن «كل المعنيين بالعمل الإنساني في الخرطوم ليس لديهم حصر حقيقي أو شامل لحجم المتضررين من المدنيين أو مدى المعاناة التي يلقونها نتيجة وقوعهم تحت تأثير عمليات القتال التي لم تتوقف حتى في فترات الهدن».