قال مزارعون في بضع ولايات سودانية إن الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” تُعرّض إنتاج المحاصيل الأساسية هذا العام للخطر؛ ما يُهدّد بتفاقم الجوع والفقر في الدولة الأفريقية.
وأفاد بعض الأشخاص، بينهم مزارعون وخبراء وعمال إغاثة، بحدوث تأخيرات في زراعة محاصيل، مثل: الذرة الرفيعة والدخن، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز”.
وأرجعت المصادر تلك، ذلك لأسباب منها نقص الإقراض المصرفي وارتفاع أسعار مدخلات رئيسة، مثل: الأسمدة، والبذور، والوقود.
وقال 4 من المزارعين إنهم ربما لا يستطيعون الزراعة على الإطلاق قبل هطول أمطار غزيرة متوقعة هذا الشهر، وهي فرصة تقليدية للري.
ويشي تدهور أوضاع المزارعين بأن أزمة جوع تلوح في الأفق قد تكون أشد وطأة مما تتوقعه الأمم المتحدة وعمال الإغاثة.
وقال عبد الرؤوف عمر، وهو مزارع وقيادي في تحالف للمزارعين في ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية رئيسة في وسط السودان لم تشهد قتالًا: “كان يجب زرع الفول السوداني. كان يجب أن يبدأ الناس في زراعة الذرة الرفيعة. حتى الآن، استعدادنا صفر… نعتقد أننا مهددون بالمجاعة”.
وقال عمر إنه يخشى أن يكون أوان الزراعة قد فات بالفعل، وهي وجهة النظر التي يتبناها 3 مزارعين آخرين.
وأضاف عمر أنه على الرغم من أن القتال لم يؤثر بشكل مباشر على مزارعهم، فإن هناك مشكلة رئيسة تتمثل في نقص التمويل وعدم الوفاء بوعود الإقراض أو الدعم العيني من البنوك.
وفي الجزيرة، يمر مزارعون بصعوبات مالية منذ سنوات مع زيادة انزلاق السودان في أزمة اقتصادية.
وقال محمد بلة، وهو قيادي بتعاونية زراعية، إنهم يواجهون الآن صعوبات في سداد القروض من أجل الحصول على تمويل جديد، مضيفًا أن ما تم تجهيزه للزراعة نسبة صغيرة فقط من الأراضي.
ويقول آدم ياو مندوب منظمة الفاو بالسودان إن هناك أنباء عن تأخيرات في مزارع تجارية أكبر تنتج للتصدير وتنتج كذلك الذرة الرفيعة والدخن.
وتابع قائلًا: “أي تعطل… سيكون له تأثير ضخم على اقتصاد البلاد وعلى سُبل عيش الشعب السوداني أيضًا”.