من أعلى المنصة
ياسر الفادني
نضحك أم نبكي ؟!
البشير ينظر إلى الوضع الذي آلت إليه بلاده في سجنه وبلا شك يتحسر ويقول : اللهم لا شماتة ، بالطبع هو ليس بالرجل الذي يخاف ويتردد الشاهد علي ذلك عندما قال له عراب اللجنة الأمنية بعيد سقوطه : كم دولة إستجابت لقبولك لاجئا فيها كما فعل بن علي عندما ركب التونسية إلي السعودية اركب السودانية و إذهب وحدد أي جهة ، قال : لا أبارح بلدي إما (الدروة)…. وإما (كوبر ) أنا عسكري وصدق ولم يخرج ولم يبارح بلده ، كان عزيزا عندما كان يحكم و قويا وهو مسجون وصامدا هو… هو أمام القاضي وهكذا …..منذ أن….. سقط ظللنا ندندن : فاض بينا الحنين ، فاض بينا الشجن !
حمدوك الذي ذهب مغادرا كرسيه حين إستقالة قدمها ، لم يصدق أنه (إتخارج) ! ، نسمع به تارة في الإمارات وتارة أخرى في دولة أوروبية يتجول كما شاء وكما يريد ، نعت ووصف بالمؤسس ولم يؤسس ولا حتي قطميرا من إنجاز ، وقال: سوف نصمد ونعبر صمدنا نحن علي الضيق والعنت والمشقة وعبر هو (مشتتا ) !! ، منذ أن رحل حمدوك غير مأسوف عليه لم يظهر مرة ثانية ولا حتي أمام كاميرات الفضائيات العالمية ولم يفصح عن مافعل؟ ولماذا فعل ؟ ، فعل أشياء غريبة جدا …أموال ذهبت إلي أمريكا تعويضات في جريمة لم يرتكبها السودان ولم يثبت حتي القضاء الأمريكي ذلك ، من أين أتي بهذه الأموال لاندري ؟ ومن الذي إستلم ؟ لا نعرف ومن هم السماسرة الذي قسموا ( الطاقية ) !! في هذه الصفقة ؟ ، لانعرف ولا أحد يعرف إلا حمدوك وأشخاص يحسبون علي أصابع اليد الواحدة ، أمريكا لم تفصح عن وضعية هذه الأموال، ولا حتي سفيرها لم يساله أحد ولم يفصح عنها
أموال ضخمة خرجت من خزينة بنك السودان لصالح الحركات المسلحة التي وقعت علي إتفاقية جوبا هذا العام تحت بند إستحقاقات إتفاق سلام جوبا ، هذا الإتفاق الذي لم يحقق سلاما ولا أمنا ولا إستقرارا لهذا الإقليم المنكوب الذي لا زال الإحتراب والتفلتات الأمنية تغطي المشهد فيه وآخرها ما حدث بمدينة زالنجي بالأمس، هذه الدولارات لم تذهب للسلام ولا التنمية ولكن ذهبت لتجهيز عدة هذه الحركات المسلحة للاستعداد ليوم كريهة أو إذا الهوا (قلب عليها) ذهبت لإيجار البنايات الفخمة والعربات الفارهة ، هذه الدولارات كان أولى بها بناء مستشفيات ومدراس وخدمات لهذا المواطن في دارفور الذي لايعرف أرضا له في هذا الزمن الشين إلا مساحة الخيمة التي تنصب له نازحا
أربع سنوات خلت ونحن نشاهد مسرحية (حمام ميت) ! علي مسرح الهواء الطلق يتصارع فيها ممثلون علي إصطياد ذلك الحمام ، كل من يحظي بجمع حمام كثير تصيبه العزة بأنه كسب الكثير ، هذه المسرحية التي لم يصفق لها الجمهور ولم تعجبه ، نحن في زمن غريب الأطوار ، العزيز فيه يذل ويدخل السجن والذليل فيه يعز وإن كان مجرما ، نضحك في هذا الزمان الأغبر أم نبكي؟ أم نبوح بصوت محشرج بسبب مانحن فيه…. فهل يجدي البوح إن كان الواقع أصما؟ .