الراى السودانى
(1 )
في مقدور هذه الحكومة ان تضاعف الانتاج الزراعي عدة اضعاف في هذا الموسم الصيفي 2021 هذا الزعم مبني على تنبؤات مصلحة الارصاد الجوي بان الامطار هذا الموسم سوف تكون فوق المعدل وذلك ببساطة لانه اذا زرعت خمسين مليون فدان سيكون منها 47 مليون مطري وثلاثة مروي علما بان المطر المباشر سوف يفيد المروي فائدة مباشرة وقد عودتنا مصلحة الارصاد على صحة تنبؤاتها بنسبة كبيرة فلها منا التحية والتقدير فهي من المصالح القليلة التي ظلت تؤدي واجبها بكفاءة في ظل هذه الدولة التي فكت منها (بالله عليكم وروني مؤسسة تابعة للدولة شغالة شغلها اليوم ؟) . كل المطلوب من الحكومة الآن أن توفر الجازولين فهو المدخل المشترك الاساسي في القطاعين المروي والمطري فاذا فعلت هذا فانها سوف تكون قد قطعت نصف المشوار نحو مضاعفة الانتاج ثم ثانيا عليها انزال الماء في القنوات للقطاع المروي فانزال الماء من الخزانات تجاه القنوات قرار سيادي من صلاحيات الحكومة ممثلة في وزارة الري ثالثا اذا ارادت الحكومة احسانا عليها استجلاب تقاوي محسنة واسمدة ومبيدات فعالة باسعار معقولة اما اذا ارادت ان تقلب الهوبا فعليها القيام بشوية عمليات في حصاد المياه كصيانة الحفائر والسدود على الخيران والذي منه بس مجرد صيانة وليس اضافة جديدة.
(2)
الحالة الآن لا تسر صديقا ولا تسعد حادبا فالحكومة ممثلة في وزارات القطاع الاقتصادي لا تصرف إلا الكلام الجازولين في السوق الاسود وصل سعر البرميل ارقاما فلكية ومازال متصاعدا وغير متوفر وهذا يعني ان التحضير سيكون بائسا وهذه أول هزيمة للموسم الزراعي بشقيه المروي والمطري، مدخلات الإنتاج من تقاوي محسنة ومخصبات ومبيدات إلا تفتش ليها بالفتاشة وبأثمان ليست فوق القدرة بل فوق التصور وغير مؤكدة الفعالية أي قد تكون مضروبة (ما الدولة نائمة ) السيد محافظ مشروع الجزيرة حلف بالتقطعه إنه لايملك ولاجوال سماد واحد (غايتو بارك الله في الشركات التي دخلت والتي سوف تدخل في شراكات تعاقدية مع المزارعين والتي يبدو انها محتاطة بشوية مدخلات) اما انزال المياه في القنوات والذي كان ينبغي ان يكون في منتصف مايو المنصرم فلم يحدث حتى الآن فالترعة في الجزيرة اليوم علينا دا شقها يبلع العتود اما صيانة القنوات والتي كان ينبغي ان تكون قد اكتملت ففي هذا العام يعميها ويطرش امات عشارينها باختصار الصيانة ياوزارة الري فشل ذريع لقد كان الموسم الماضي اسوأ موسم زراعي تشهده البلاد وليس اسوأ منه إلا هذا الموسم.
(3 )
ومع كل الذي تقدم غدا عندما تتراكم السحب وينزل الغيث وتمتلئ الترع والخيران وتسيل المسايل المائية سوف يحمل المزارع جرايته او سلوكته على كتفه وتيرابه (تقاويه) على ظهره ويذهب الي حواشته او جبراكته او كمدوبه ويبذر البذره بالحد الادنى من التحضير او ربما بدون تحضير والبذرة نفسها غير محسنة انما مأخوذة من المخزن أو (القاطوع ) ويرفع يديه إلى أعلى قائلا يارحام ولن يقوم بعملية تسميد ولن يسال عن مبيدات الحشائش او الآفات وينتظر قسمته ليكون العائد جوالين او جوالاَ في الفدان ويلملم حصاده حامدا ربه وشاكرا على كل حال.
فياهو دا السودان انيمياء في الانسان وانيمياء في الحيوان وانيمياء في النبات واحزان في كل الاتجاهات ومن اراد الافراح فليبحث عنها في الاعياد وفي احزان عيون الناس وفي الضل الوقف ما زاد .