الراى السودانى
أشار أستاذ الاقتصاد البروفيسور عصام الدين عبدالوهاب بوب إلى أن ما يحدث الآن في كل التجارة الخارجية للسودان أمر مثير للاشمئزاز، ليس من ناحية مخالفة كل القواعد والنظريات الاقتصادية، بل من قوة عين القائمين على الأمر.
ويرى بوب أن هذا احتكار (راسو عديل) للتجارة ورأسمالية متوحشة تلتهم مقدرات الأمة وتتلذذ بعذاب المواطن في معاناته اليومية لكي يأكل ويشرب ويتعالج (ويركب المواصلات).
وأوضح بوب أن المسؤولين نسوا أهداف الثورة، وباعوا كل أفكار الأمة ويحاولون الآن خلق مظهر جديد للعمل.
وتساءل بوب ماذا يعني تحرير اقتصادي وهو في حقيقة الأمر احتكار اقتصادي للحركة التجارية، وماذا تعني حركة التهريب الواسعة لكل سلعة وعجز الحكومة عن فعل أي شيء، وماذا يعني زيادة أسعار المحروقات أعلى بضعف الأسعار العالمية، وما هي رسالة الحكومة للشعب السوداني؟ مع تجاهل الإنتاج البترولي الوطني، وماذا يعني الشح المصطنع في كافة الضروريات الاقتصادية الحياتية حيث يتم حصر تمويل استيراد الوقود على محفظة السلع الاستراتيجية حسب الضوابط الجديدة التي أعلنتها وزارة الطاقة.
وقال بوب الكل يفهم ويدرك ذلك ولكن واقع الأمر أن الحصر يتم لصالح جهات معينة معروفة بالمضاربة وهذا يعني احتكار الاستيراد لجهة أو جهات معينة، ويضيف بوب أن هذا على الرغم من وجود شركات كثيرة تقدمت للاستيراد، مشيراً إلى أن هناك جهات تقدمت في عز أزمة الوقود بطلبات لاستيراد النفط ولم تتم الموافقة لها.
وكشف بوب عن وجود شركة تتكون من سودانيين وطنيين لها رأس مال هائل تقدمت منذ (7) أشهر للمساهمة في مساعدة السودان بمشاريع أحدها استيراد المحروقات، وبمجرد ضمان عادي من بنك السودان، وبدون تمويل منه ومع ذلك لم تتم الموافقة وهذا يعني وجود سلطات احتكارية مدعومة، وأضاف متسائلاً إذاً كيف سينصلح حال السودان ونحن نهدمه طوبة طوبة؟.