غير مصنف

السودان: صديق البادي يكتب: السيد محافظ مشروع الجزيرة

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

بدأ مشروع الجزيرة كتجربة في منطقة طيبة الشيخ عبد الباقي بمائتين وخمسين فداناً في الموسم الزراعي 1911-1912م وتوسع بالتدريج خلال مسيرته الطويلة حتي نافت المساحة المزروعة فيه علي المليونين من الأفدنة وأوكلت إدارة المشروع في مرحلة التجريب للمستر ريفي الذي صار فيما بعد مديراً لمصلحة الزراعة واستعانت الحكومة بعد ذلك بالشركة الزراعية التي كانت تدير مشروع الزيداب للإستفادة من تجربتها وخبرتها وامكانياتها وكان محافظ الشركة هو مستر مقفلري وكان كتشنر معتمد الحكومة البريطانية بمصر وحاكم عام السودان سابقاً يتعامل مع الشركات الخاصة بحذر ويتخوف منها لإحساسه واعتقاده بأنها تتدخل في شئون الدول والأقطار التي تعمل فيها وتحشر أنفها في شئونها الداخلية وتزج نفسها في ما لا يعنيها لذا كان حذراً في تعامله معها . وأصدر كتشنر أوامره بأن يعود المشروع لمصلحة الزراعة قاصداً بذلك أن يوصد الباب أمام الشركات الزراعية وعاد ديفي لإدارة المشروع بأمر كتشنر في الفترة ما بين 1/3/1913م وإلي يوم 31/7/1913م وأعاد كتشنر مرة أخري في 1/8/1913م تسليم المشروع للشركة الزراعية وبعد أخذ ورد تم التوصل بين الحكومة والشركة لإتفاق بعد مفاوضات جرت في القاهرة وعقب اجتماع تم عقده في لندن يوم 21/2/1913م بين اللورد كتشنر وونجت باشا ومستشاري الشركة من الجانب الآخر تمت الموافقة علي ما تم التوصل إليه من اتفاق في القاهرة . وقد أدار في عهد الشركة الزراعية 1925-1950م .
1- حملة الأسهم في انجلترا ويكونون الجمعية العمومية للشركة .
2- مجلس إدارة منتخب أو معين من قبل حملة الأسهم .
3- محافظ معين من قبل مجلس الإدارة ويقيم لمدة عشرة أشهر بانجلترا وشهران بالجزيرة ليكون حلقة وصل بين الإدارة في الجزيرة ومجلس الإدارة في المملكة المتحدة .
وبعد تأميم المشروع في عام 1950م حل مجلس إدارة مشروع الجزيرة محل الشركة الزراعية وعين مستر جتسكل محافظاً لمشروع الجزيرة وعمل في الفترة الممتدة من يوم 1/7/1950م إلي يوم 21/3/1952م وعمل بعده مستر ريبي محافظاً للمشروع من يوم 22/3/1953م إلي آخر أغسطس عام 1955م . وبعد السودنة عين السيد مكي عباس أول محافظ سوداني لمشروع الجزيرة وشغل هذا الموقع لمدة ثلاثة أعوام في الفترة من يوم 1/9/1955م حتي بداية أغسطس عام 1958م وكان منصب محافظ مشروع الجزيرة من أكبر وأهم المناصب في الدولة ولأهميته عين السيد مكاوي سليمان اكرت وكيل وزارة الداخلية وعميد الخدمة المدنية محافظاً لمشروع الجزيرة ( خلفاً للسيد مكي عباس ) وشغل الموقع لمدة خمسة أعوام في الفترة الممتدة من يوم 11/8/1958م إلي يوم 10/8/1963م وعين بعده وكيل وزارة الداخلية السيد ميرغني الأمين الحاج الذي شغل منصب محافظ مشروع الجزيرة في الفترة من يوم 15/8/1963م إلي يوم 10/3/1965م وتعاقب علي تولي المنصب بعده أحد عشر محافظاً كان آخرهم هو السيد عز الدين عمر المكي وصدر قرار بإلغاء وظيفة المحافظ ووظيفة نائب المحافظ وعين مدير عام للمشروع وتعاقب علي هذا الموقع سبعة شغل كل منهم منصب المدير العام وأولهم كان السيد أحمد البدوي محمد صالح وآخرهم كان السيد عثمان سمساعة وكانت فترته في هذا الموقع هي الأطول وبعد إجازة تعديلات قانون 2005م في عام 2014م أعيد منصب محافظ مشروع الجزيرة وصدر قرار جمهوري بتعيين المدير العام لمشروع الجزيرة المهندس عثمان سمساعة محافظاً لمشروع الجزيرة وإمتداد المناقل ( وهذا الامتداد بدأ العمل في تأسيسة في أواخر خمسينات القرن الماضي وإكتمل في أوائل الستينات ) والمحافظ الحالي للمشروع الذي عين مؤخراً هو السيد عمر محمد الفكي ونتمني له التوفيق والسداد ومن يعرفونه عن قرب في حلقة ختمة تلاوة القرآن التي كانوا يقيمونها في ليلة الأثنين من كل إسبوع يؤكدون أنه علي خلق ودين وحزم واستقامة والأمل جد كبير في أن يعيد ويضع الامور في نصابها والحال في رئاسة المشروع لا سيما في المكاتب الملاصقة لمكتب المحافظ يغني عن السؤال ولا أزيد .
وللمشروع مجلس إدارة يجتمع عدة مرات في العام وعلي رأسه رئيس غير متفرغ وكان يرأسه وزير الزراعة الاتحادي وفي مرتين سابقتين ترأس المجلس رئيسين سابقين غير متفرغين والسيد المحافظ هو المسؤول التنفيذي الأول في المشروع .
وان ارتباط المزارعين علي مستوي القواعد كان ألصق بمجالس الانتاج علي مستوي القري ومكاتب التفتيش والأقسام ويجب الاستفادة من هذه التجربة وتطويرها لتكون واجهات مهنية حقيقية وتصعيد قياداتها لتشكل مجلساً أعلي للإنتاج . ومجالس الانتاج كانت تهتم بالقضايا الحيوية ويمكن أن تربط القواعد والقيادات وإدارة المشروع علي مختلف مستوياته إذا أعيد تنشيطها ومنحت صلاحيات أكبر . وفي الوقت الذي ظلت فيه مجالس الانتاج تهتم بالقضايا الحيوية ظل الاتحاد وفي مختلف العهود منشغلاً بالقضايا السياسية خصماً علي مهامه الأخري وأضحي غير منشغل بقضايا القواعد بالصورة المرضية وفي عهود التعددية الحزبية تصبح مراكز القوى المختلفة فيه واجهات حزبية وفي العهود الأخري تكون مستأنسة وتسعي لترضية السلطة والرضوخ لها وهذا داء قديم و ابتدعت في انتخابات الاتحاد منذ تسعينات القرن المنصرم ما أطلق عليه الفوز بالتزكية أو الاجماع السكوتي أو الفوز بالقوائم الموضوعة سلفاً وكانت انتخابات باهتة ( كنا نسميها انتخابات أم غمتي ) وآخر مرة أجريت فيها انتخابات لاتحاد المزارعين بتلك الطريقة الباهتة كانت في عام 2001م وانتهت الدورة في عام 2005م ومنذ ذلك الوقت وحتي الآن لم يعد لمزارعي مشروع الجزيرة وامتداد المناقل اتحاد شرعي منتخب يمثلهم ولا باس في تكوين لجنة تسيير لأمد محدود ولكن الضرورة تقتضي إجراء انتخابات عامة حقيقية حرة نزيهة لأن من حق المزارعين عن طريق اتحادهم أن يقفوا علي كل صغيرة وكبيرة وهم أصحاب الحق الأصيل الأول والأخير .

The post السودان: صديق البادي يكتب: السيد محافظ مشروع الجزيرة appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى