السودان اليوم:
كثيرون تخدعهم صورة امريكا ولم يكن يدر بخلدهم قط ان هذه البلاد التى يتمنى الالاف الوصول اليها والبقاء فيها ، لم يكن فى تصورهم ان هذا الشكل المرسوم فى اذهانهم لارض الاحلام ليس إلا صناعة اعلامية واستخبارية كشفت الاحداث انها صورة غير حقيقية ، وسريعا ما عرت الوقائع على الأرض الصورة الزاهية فى اذهان الناس عن هذا البلد ، وقد تباينت ردود افعال الناس حول ماجرى وإن كان غالبهم قد اتفقوا على الحد الادنى المتمثل فى ان الصورة الزاهية فى الاذهان قد زالت أو على الاقل لم تعد كما كانت ، وقد اتضح للناس قبح صورة امريكا ووجها السيئ والاكذوبة الكبرى عن مراعاتها للحرية وحقوق الانسان واذا بها بؤرة للظلم والعنصرية والفساد والجريمة ، وقد ساعد فى ترسيخ هذا الصورة القبيحة الفشل المتواصل للادارات الأمريكية وبالذات الادارية الحالية ورئيسها المتهور .
صحيفة نيويورك تايمز أكدت أن ردود افعال الناس عبر العالم على وحشية الشرطة الأميركية وتهديدات ترامب للمحتجين بانزال الجيش الى الشوارع عبرت عن الغضب والانتقاد لادعاءات الولايات المتحدة بانها راعية الديمقراطية في العالم.
وذكر التقرير أن بعض العراقيين اظهروا صورة ترامب وهو يحمل الانجيل امام الكنيسة وهم يقارنوها بصورة صدام وهو يحمل القرآن في المحكمة، فيما هتف بعض المحتجين في الولايات المتحدة بان العراقيين يسمون ترامب بصدام أميركا.
وقال سوران توفيق وهو أب لأربعة أطفال وصاحب متجر في السليمانية، في إقليم كردستان بشمال العراق، إنه يتعاطف مع المتظاهرين الأميركيين، وقد صدم بالفيديو الخاص بوفاة جورج فلويد، مضيفا إن هناك عمليات قتل في العالم كل يوم، لكن شرطيًا يفترض أن يكون حاميًا للقانون يقتل مدنيًا ولأسباب عنصرية هذا شيء يصعب قبوله.
اما في ايطاليا فقال رجل يبلغ من العمر 95 عاما وشهد الحرب العالمية إنه يشاهد شبح موسوليني في مقاطع الفيديو داخل الولايات المتحدة، مضيفا غالبًا ما ازور المدارس لتحذير الطلاب من “خطر التنمر”، وأهمية الوقوف امامه، ترامب يريد الآن أن يكون متنمرًا، لكن يجب وقفه والا سيصبح موسوليني صغير.
وفي كينيا التي تعتبر من حلفاء الولايات المتحدة وهو بلد تتفاقم فيه وحشية الشرطة، قال البعض إن مقاطع ضرب المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والصحفيين قد قللت من الحق الأخلاقي للولايات المتحدة في انتقاد الظلم في أي مكان آخر أو إلقاء محاضرة على الدول الأفريقية بشأن حقوق الإنسان.
وقالت الناشطة نيجرا ميغوي عاشت وعملت في بوسطن عام 2009 إن الاضطرابات في أميركا أقنعتها بعدم إرسال أي من أطفالها إلى الولايات المتحدة، خوفًا من اتصال هاتفي ليلي يخبرني بأن طفلي قتل على يد الشرطة لمجرد أنه أسود.
وفي مسيرة تضامنية احتجاجية في فرنسا قال العديد من المحتجين في شوارع باريس إن وفاة جورج فلويد عززت نظرتهم المتضائلة أصلاً عن الولايات المتحدة التي تتآكل منذ غزو العراق عام 2003.
هذه هى امريكا وصورتها القبيحة التى بانت لكثيرين فهل مازال هناك مخدوع يرون فى امريكا بلد الحرية والديموقراطية والسلام.
The post الاحداث تكشف الصورة الحقيقية لامريكا .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.