الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
هذه العبارة في الجانب المشرق هي رضا بالمقسوم وإقرار بالنعمة وإن دقت ، وهي تقول للإنسان في أي وضع كان انظر إلى من هم دونك إن راعك من أنت دونهم…فأغلب المشاكل سببها رؤية ما عند الغير والتعامي عما في أيدينا من النعم والمميزات…المقارنة
اللا عقلانية التي يعقدها المرء بمن يملكون ما لا يملك من المواهب والأموال والظروف الجيدة…كثير من الناس فارق وطنه لبلد أخرى يرى أنها أفضل فأنهكته الغربة وأخذت منه أكثر مما أعطت..وهناك من تخلى عن زوجته من أجل أخرى رأى أنها الأفضل فكانت الأسوأ…وكثيرون أدخلناهم حياتنا (فزعة) فكانوا (وجعة)..فارفق بنفسك و(حن عليها) فإنك
إن كنت فقيرا فهناك من هم أشد فقرا منك…وإن كنت مصابا بمرض يؤرق مضجعك فهناك من هم مرضى بعدة أمراض أشد وأنكى…وإن كنت غير سعيد في زواجك فهناك من يتمنى زوجة وبيتا مثل الذي تملك….أحدهم حكى لي أنه كان له زميل في الشركة نمت بينهما صداقة وود ولكنها لم تمتد إلى الزيارات المتبادلة ومعرفة التفاصيل..وكانا يغادران سويا وبينما كان يسير مع صديقه في الطريق رأوا طفلا بملابس وحقيبة مدرسية يزحف بمؤخرته لأنه عاجز عن المشي قال فبكى صديقي بكاءا شديدا وكان ظني أن منظر الطفل قد أثار شفقته وعطفه ولكني بعد أن هدأ من بكائه قلت له : إن منظره مؤلم للنفس ولكنك بكيت كما لو كنت تعرفه ! قال لي بصوت متحشرج : أنا لا أعرفه ولكني لما رأيته دعوت الله في سري أن يرزقني ذرية ولو كانوا مثل هذا.
العطاء مثل المنع ابتلاء…والنظر لمواهب الآخرين بعين المقارنة فيه ظلم للنفس واعتراض على حكمة الوهاب..وقد نهى القرآن عن هذا النظر { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه} ..
إذا كنت تبحث عن السعادة فاعلم أنها في الرضا بما قسم الله…أما إن لم تكن راضيا بزوجتك وأبنائك واوضاعك فكن على يقين انك مهما فعلت فلن تزداد الا بؤسا. وستظل تندب حظك بينما عمرك يتسرب من بين يديك وتتسرب معه مواهبك التي لم ترض بها يوما.
على المرء أن يتطلع إلى الأفضل ويسعى من أجل تحقيقه ولكن ليس من الإنصاف للنفس أن ترى أنك الضحية الوحيدة للظروف.
رغبتك في التغيير إن كانت قائمة على أسس دنيوية فلن تفلح أبدا..ها هي ثورات الربيع العربي لم تؤت ثمارها المرجوة كلها وراح ضحيتها كثيرون ولم يحصل الناس إلا على مزيد من الدماء وشظف العيش والاحتكاك المستمر بين مكونات الدولة..وقس على ذلك ما تحدثه من تفيير في حياتك وكان قائما على اسس دنيوية تجد أنك ستحصل على ما تريد ولكن ستحصل معه على كثير من المنغصات والندم و (يا ريت لو ما….).
إن لنفسك عليك حقا فلا تتعسها بالمفقود وتحرمها متعة الموجود و(ما تبقى عليها إنت والظروف) فعطاء الله كله خير.
وارض بما قسم الله تكن أسعد الناس.
The post السودان: مزاهر رمضان تكتب: التغيير للأسوأ appeared first on الانتباهة أون لاين.