اخبار السودانتقارير وحوارات

تحقيق خاص | كيف دخل ترمب على خط الحرب في السودان؟

منذ تصريح وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو الذي نسف شرعية تحركات مسعود بولس في ملف السودان، دخلت الأزمة مرحلة سياسية جديدة، لم يعد فيها المبعوث السابق لاعباً معتمداً، بل تحوّل إلى لغز سياسي ترك علامات استفهام عريضة حول الجهة التي كان يتحرك باسمها، ومسار الإدارة الأمريكية المقبلة في التعامل مع الحرب السودانية.

فبينما أعلن روبيو بحضور ترمب أن “الرئيس وحده هو القادر على إنهاء الحرب في السودان”، بدا واضحًا أن البيت الأبيض يعيد ترتيب أولوياته الخارجية وفق حسابات جديدة لا تمنح أي دور مستقل لبولس أو للقنوات التي دعمته.

أولاً: من هو مسعود بولس؟ ولماذا أصبح عبئاً؟

  • رجل أعمال لبناني الأصل، قادم من عالم تجارة الخردة، بلا خبرة سياسية.

  • تم تقديمه في الإعلام العربي بصورة المبعوث السوبر الذي يمتلك تفويضاً سرياً من ترمب.

  • تحركاته في السودان اتسمت بـ:

    • انحياز واضح لقوات الدعم السريع.

    • تقديم مقترحات لا تحظى باعتراف الخارجية الأمريكية.

    • محاولة صناعة إنجاز شخصي باسم “وقف الحرب”.

بحسب مصادر دبلوماسية سودانية، فإن البرهان رفض منح بولس أي مكاسب بعد أن لاحظ غياب الغطاء المؤسسي لتحركاته، وهو ما أفقده القدرة على الضغط أو المناورة.

ثانياً: لماذا تبرأت واشنطن منه؟

3 أسباب مركزية وراء الإطاحة السياسية ببولس

السبب التفسير
1️⃣ غياب التفويض الخارجية الأمريكية أكدت أن الملف السوداني ليس من اختصاص بولس
2️⃣ انحياز سياسي انحيازه العلني لطرف واحد فشل في تقديم تسوية مقبولة
3️⃣ إرباك للمشهد خلق صورة مضللة عن توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة

تصريح روبيو لم يكن مجرد تصويب سياسي، بل كان إعلاناً رسمياً بأن الملف خرج من يد بولس تمامًا.

ثالثاً: أين يقف ترمب الآن من السودان؟

من خلال ما صدر حتى الآن، تبدو ملامح توجه ترامب كالآتي:

  • الابتعاد عن البولسة الفردية

  • الاقتراب من الرؤية السعودية – المصرية التي ترى أن الجيش السوداني:

    • الضامن لاستقرار البحر الأحمر

    • الجدار الأخير أمام التمدد الإقليمي للمليشيات

إذن.. ترمب لا يبحث عن اتفاق عبثي

بل عن صفقة استراتيجية تضمن مكاسب أمنية في البحر الأحمر مقابل حل سياسي متدرج داخل السودان.

📅 2023 — بداية الحرب في السودان
📅 منتصف 2024 — دخول مسعود بولس على الخط إعلامياً
📅 أكتوبر 2024 — بولس يطرح مقترحه المرفوض في سويسرا
📅 فبراير 2025 — انتقادات أمريكية لأسلوب بولس
📅 نوفمبر 2025 — تصريح روبيو يسقط بولس من المشهد
📅 ديسمبر 2025 — تشكيل خلية سياسية جديدة حول ترامب لإعادة تقييم الملف

رابعاً: سؤال المستقبل — كيف قد يعالج ترمب الأزمة؟

تحليل اتجاهات مراكز القرار يشير إلى 3 سيناريوهات محتملة:

1️⃣ مسار جدة + تحفظات جديدة

  • تثبيت ما تم الاتفاق عليه مع تعديلات جوهرية

  • سحب الشرعية السياسية عن الدعم السريع

2️⃣ تسوية سعودية – أمريكية مباشرة

  • ملف السودان قد ينتقل من وزارة الخارجية إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي

  • هذا يعني أن السودان عنصر في الصراع على البحر الأحمر وليس مجرد حرب أهلية

3️⃣ إعادة هيكلة المشهد المدني

  • دعم قوى سياسية لا ترتبط بميليشيات

  • منع إعادة تدوير المنصات السياسية المرتبطة بالحرب

مسعود بولس كان مشروعًا سياسياً قصير العمر، وُلد خارج مؤسسات القرار وخرج من الباب الخلفي، بينما الملف السوداني يستعد لدخول مرحلة جديدة يتعامل فيها ترمب مع الخرطوم وفق توازنات إقليمية لا تتجاهل الدور السعودي والمصري.

السؤال الآن لم يعد:
ماذا يريد بولس؟
بل:

ماذا يريد ترمب؟

وهل يملك الوقت والإرادة لوضع بصمته على أكثر الملفات تعقيدًا في القرن الإفريقي؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى