أفادت مصادر من مقر الأمم المتحدة بنيويورك أن رئيس وزراء السودان، الدكتور كامل إدريس، ألقى خطابًا وصف بـ”الحاسم” أمام الجمعية العامة في دورتها الـ80، كاشفًا عن مواقف صريحة وتحذيرات غير مسبوقة من تفاقم الأوضاع في بلاده والمنطقة، وسط تجاهل دولي متصاعد لما وصفه بـ”الجرائم الممنهجة” التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع.
الخطاب، الذي أظهرته مقاطع مصورة من داخل الجلسة الأممية، تضمن تأكيدًا قويًا من رئيس الوزراء على أن حكومة السودان المدنية الجديدة جاءت “وفاءً بالعهد الذي قطعه رئيس مجلس السيادة”، مشددًا على أن لا انتقال ديمقراطي حقيقي دون مؤسسات وطنية قوية تحفظ سيادة الدولة وتوقف ما وصفه بـ”المشروع التدميري لتفكيك السودان ونهب موارده”.
ووفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني “ فقد طرح إدريس خارطة طريق جديدة تشمل وقف إطلاق النار، انسحاب المليشيا من المدن المحتلة، ورفع الحصار عن الفاشر، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن 2736، إضافةً إلى ضمان العودة الآمنة للنازحين، وتهيئة المناخ لانتخابات حرة بمراقبة دولية.
كما شدد إدريس على أن استمرار تدفق الأسلحة والمرتزقة إلى المليشيات يهدد الأمن الإقليمي والدولي، مطالبًا بتصنيف تلك الجماعات كـ”إرهابية”، وموضحًا أن الانخراط السوداني مع المجتمع الدولي سيكون وفق “سياسات مستقلة دون وصاية أو إملاءات”.
وعلى الصعيد الدولي، حذر إدريس من استغلال ملف حقوق الإنسان سياسيًا ضد الدول النامية، مندّدًا بالعقوبات الأحادية التي تعرقل التنمية وتهدد استقرار الشعوب، داعيًا إلى نهج عالمي أكثر إنصافًا. كما تطرق إلى قضية فلسطين، مؤكدًا أن “لا سلام دون قيام الدولة الفلسطينية الكاملة على حدود 1967″، مدينًا الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر واعتباره “انتهاكًا سافرًا لسيادة الدول”.
وأكد إدريس التزام حكومته بتسهيل عودة السودانيين في المهجر للمشاركة في الحوار الوطني، وبتنفيذ خطة شاملة لحماية المدنيين، تتضمن المساءلة والعدالة الانتقالية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عراقيل، مشيرًا إلى أن “الصمت الدولي هو ضوء أخضر لاستمرار الجرائم بحق المدنيين”.
