الفاشر ـ الراى السوداني ـ لليوم الثاني على التوالي، واصل سلاح الجو السوداني الجمعة هجماته بالطيران المسيّر على مواقع انتشار قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في معركة وصفت بأنها “كسر عظم” .
وقالت مصادر عسكرية إن الطائرات المسيّرة قصفت بكثافة تجمعات الدعم السريع قرب مخيم أبوشوك وبوابة مليط شمال المدينة، كما استهدفت أهدافًا ثابتة ومتحركة في أحياء أولاد الريف والمواقع العسكرية بالمحور الجنوبي.
وتزامن ذلك مع استخدام قوات الدعم السريع لطائرات مسيّرة متطورة اخترقت التحصينات تحت الأرض، مدمّرة ملاجئ الجيش في جنوب غرب وشمال المدينة، ما مكّنها من التقدم نحو مواقع استراتيجية أبرزها مقر المدفعية قرب مطار الفاشر والسلاح الطبي.
قيادة الفرقة السادسة مشاة أعلنت صد هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع مساء أمس من محورين، مؤكدة تكبيدها “خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”، فيما تمكن سلاح الجو من تدمير قافلة إمداد عسكرية للدعم السريع بحي السلام جنوبي الفاشر، شملت شاحنة ذخائر ومدرعتين.
لكن الوضع الإنساني يزداد قتامة، حيث يشكو المدنيون من أزمة مياه خانقة بعد استيلاء قوات الدعم على مصادر المياه ونشر قناصة حول أخرى، إضافة لتدمير أكثر من 15 مصدرًا للمياه في مخيم أبوشوك، ما أجبر آلاف النازحين على الفرار. ووصل سعر برميل المياه إلى 16 ألف جنيه مع انعدامه في مراكز الإيواء.
في الأثناء، اتهمت حكومة شمال دارفور قوات الدعم السريع باتباع سياسة “الأرض المحروقة” بعد تدمير الأسواق، المرافق الصحية، مصادر المياه، ودور العبادة، في مسعى لإجبار السكان على النزوح القسري.









