في تطور لافت يعكس تحولات جذرية في السياسة الاستثمارية، أفادت مصادر مطلعة أن السودان قدّم عروضًا واسعة النطاق لليابان للدخول في شراكات استراتيجية، تشمل قطاعات حيوية مثل الصناعة، الزراعة، والصحة، وذلك خلال زيارة رسمية أجرتها وزيرة الصناعة والتجارة، محاسن علي يعقوب، إلى طوكيو. الزيارة جاءت تزامنًا مع مشاركتها في فعاليات “يوم السودان”، وسط اهتمام متزايد من شركات يابانية كبرى.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “الراي السوداني “، تعمل الحكومة السودانية على إعادة هيكلة بيئة الاستثمار عبر حوافز قوية وإصلاحات تشريعية، في خطوة تهدف لاستقطاب التكنولوجيا اليابانية المتقدمة وتوطينها في مشاريع تنموية طويلة الأجل، خصوصًا في ظل الاستقرار الأمني الذي يشهده معظم ولايات البلاد مؤخرًا.
وشهدت الزيارة لقاءات موسعة مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، ومنظمة “جيترو”، إضافة إلى مباحثات نوعية مع شركة “إيساي” الطبية، لبحث آليات نقل المعرفة والتقنيات الحديثة إلى السودان، مع التركيز على بناء القدرات الوطنية وخلق فرص عمل مستدامة.
الوزيرة أكدت في تصريحات رسمية أن السودان يبحث عن شركاء يمتلكون خبرات صناعية دقيقة ورؤية استراتيجية طويلة الأمد، مشيرة إلى أن اليابان تمثل نموذجًا مثاليًا للتعاون الثنائي القائم على المنفعة المتبادلة والتطور المتوازن.
وتسعى وزارة الصناعة والتجارة السودانية إلى تحويل العلاقات الاقتصادية مع طوكيو إلى منصة لتبادل الخبرات وتوطين الصناعات الدقيقة، بما يتماشى مع خطط التنمية المستدامة وتطلعات ما بعد الحرب.