أفادت مصادر مطلعة أن اللقاء الذي جمع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بمستشار الشؤون الأميركية في البيت الأبيض، مسعد بولس، قد تم في سويسرا بعيدًا عن الأضواء، ما أثار ردود فعل غاضبة من قيادات سياسية بارزة، على رأسها ياسر عرمان، عضو الهيئة القيادية للتحالف المدني لقوى الثورة.
وأكد عرمان، في تصريح حاز على اهتمام واسع، أن هذا النوع من الاجتماعات الحساسة يجب أن يُعقد في العلن وتحت رقابة الشعب السوداني، مشيرًا إلى أن ملايين النازحين والمتضررين من الحرب لهم الحق الكامل في معرفة ما يدور حول مستقبلهم السياسي والإنساني. وأضاف: “السلام أولوية وطنية لا تقبل الغموض، والشفافية ضرورة قصوى في هذا التوقيت”.
ويأتي اللقاء في لحظة سياسية دقيقة، مع تواتر معلومات عن دخول إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على خط الأزمة، عبر اتصالات تمهيدية يُرجّح أن تتطور لاجتماع مرتقب في واشنطن، وفق معلومات حصلت عليها جهات إعلامية دولية.
ورغم تأكيد وسائل إعلام فرنسية على حدوث اللقاء يوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025، إلا أن مجلس السيادة لم يصدر أي بيان رسمي، بينما تحدث صحفيون مقربون من المجلس عن مناقشة ملفات “أمنية بالغة الحساسية”، دون تقديم أي تفاصيل إضافية.
وشدد عرمان على أن أي حل سياسي لا يمكن أن يُكتب له النجاح ما لم يشمل القوى المدنية الديمقراطية وأطراف النزاع كافة، محذرًا من محاولات الالتفاف على مطالب ثورة ديسمبر التي رفعت شعارات الحرية والسلام والعدالة.
ولفت إلى أن السيادة في العملية السلمية يجب أن تكون بيد السودانيين، لا القوى الإقليمية والدولية، مشيدًا بدور المجتمع الدولي، لكنه أكد أن “دوره داعم وليس بديلاً”. كما دعا إلى التصدي لحملات التخوين الممنهجة، متهمًا مجموعات إسلامية بمحاولة عرقلة مساعي السلام عبر اتهامات باطلة.
اللقاء الغامض والرفض الشعبي لصمته الرسمي، يسلّطان الضوء من جديد على هشاشة المشهد السياسي السوداني، وضرورة إشراك الرأي العام في أي تحركات تقود إلى وقف الحرب وبناء مسار ديمقراطي حقيقي.