مقالات

عثمان ميرغني يكتب.. الغاء اجتماع الرباعية..

حديث المدينة الأربعاء 30 يوليو 2025
الغاء اجتماع الرباعية..

بشكل مفاجيء أعلنت واشنطون الغاء اجتمع الرباعية – تضم مصر والسعودية والامارات مع امريكا- دون تحديد موعد .. مما يعني الفشل في التوافق على أسس يبنى عليها الاجتماع.. ومعلوم أن سقف التوقعات ارتفع مع التصريحات الأمريكية حول حل الأزمة السودانية من الرئيس ترمب ووزير الخارجية روبيو و المستشار الخاص مسعد بولص.

اجتماع الرباعية -الملغي- كان حاسما في تحديد بوصلة التعامل مع الأزمة السودانية، بين خيارات فرض السلام بالقوة، أو فتح مسار تفاوضي عبر آلية تشكلها رباعية، أو الانسحاب الدبلوماسي من الملف، بتأجيل الاجتماع لموعد لاحق دون تحديده. وهو بالضبط ما حدث.

الذي يثير الدهشة أن الاجتماعات السابقة للرباعية لم تحمل خلافات كبيرة و تشكل رؤية عامة متوافق عليها.. و تلخصت في أهمية أن يكون هناك عمل مباشر ووضع ملف الأزمة السودانية في صدارة الأولويات الدولية.. واستخدام المنظمة الدولية بشكل أكثر فاعلية في معالجة الأزمة..

الخلاف الوحيد كان هو تمثيل الجانب السوداني.. إذ أن غياب الصوت السوداني ربما يقلل من فرص نجاح أية تسوية.

لكن هذا الخلاف لم يكن ليعيق التئام اجتماع الرباعية،فهو ليس جديدا، سبق لمصر والسعودية أن اعترضتا على الأمر ذاته في الاجتماع التشاوري بلندن 15 أبريل 2025 ، بما أدى لعدم اصدار بيان ختامي.

باسدال الستار على اجتماع الرباعية تعود الأزمة السودانية مرة أخرى الى طيات النسيان الدولي. في زخم قضايا أخرى لا تزال تشغل العالم وتهيمن على عناوين الاخبار.

ومع غياب الحلول السودانية الداخلية يبدوأفق الأزمة ملبدا بغيوم كثيفة، تفتح سيناريوهات عدة، أقلها قتامة ان تستمر الحرب لفترة أطول ، حتى ولو كانت في أجزاء من السودان دون ولايات الوسط، وأسوأها أن تتدحرج الأجندة الى الفصل الختامي معلنة تدشين تقسيم السودان بداية من دارفور التي تقف الآن في مقدمة طابور المستهدفين بعد تشكيل حكومة موازية في نيالا.

الحكومة في السودان أعلنت رفضها لاجتماع الرباعية وهذا ما تحقق الآن.. دون أن توضح ما هي البدائل التي تتوقعها في حال قفل الباب أمام المساعي الدولية.. في وقت تواجه فيه أزمة انسانية طاحنة في مدينة الفاشرر التي تنتظر الغذاء والماء والدواء.

وبكل أسف بقدر ما يعلو صوت الحكومة في رفض المساعي الدولية في مختلف المنابر، لا تظهر أية مؤشرات لرؤية تمنح الشعب السوداني أمدا محتملا لانهاء الحرب.
نقلا عن صحيفة التيار

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى