اخبار السودانتقارير وحوارات

هل يشكّل اجتماع واشنطن نهاية الحرب في السودان.. أم بداية صراع دولي ؟

الرباعية الدولية تتحرك.. فهل يذعن المتحاربان للضغوط الإقليمية والدولية؟

تقرير – الراي السوداني
بين ترحيب القوى المدنية وتحفّظ الأطراف المتحاربة، يترقّب السودانيون باهتمام بالغ ما سيسفر عنه اجتماع الرباعية الدولية المقرر في العاصمة الأميركية واشنطن نهاية يوليو الجاري، وسط تساؤلات حاسمة: هل يُمثّل اللقاء فرصة حقيقية لوقف إطلاق النار؟ أم أنه مجرّد حلقة جديدة في مسلسل التدخلات الخارجية؟

بابكر فيصل: “الفرصة الأقرب لوقف الحرب.. لكن تجاهل المدنيين خطر داهم”

قال رئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع الاتحادي، بابكر فيصل، إن الاجتماع المرتقب يُعدُّ بمثابة “ضربة البداية لمشروع وقف إطلاق النار في السودان”.

وأشار إلى أن الإدارة الأميركية على تواصل مستمر مع كل من الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكداً أن واشنطن تملك أدوات ضغط فعالة – سياسية واقتصادية وحتى عسكرية – لكنها تعتمد على انخراط حلفائها الإقليميين بقوة، مثل السعودية والإمارات ومصر، لضمان نجاح المساعي.

لكن فيصل حذّر من أن تجاهل قوى الثورة والمجتمع المدني في صياغة المرحلة القادمة، يُهدد بانفجار صراع جديد، حتى لو توقّف القتال مؤقتًا.

“الإسلاميون يرفضون”.. هل اجتماع واشنطن مؤامرة أم مبادرة سلام؟

فيصل لفت إلى أن تيار الإسلاميين المتحالف مع الجيش أبدى رفضًا قاطعًا لاجتماع واشنطن حتى قبل انعقاده، واعتبره محاولة أجنبية لإعادة صياغة المشهد السوداني، بما لا يخدم أهدافهم.

وهو موقف يفتح الباب أمام توترات جديدة، ويطرح علامات استفهام حول مدى استعداد كل طرف للجلوس إلى طاولة التفاوض بشروط عادلة.

“الدعم السريع” تطلب اعترافًا رسميًا… وتحالف “تأسيس” يدخل المشهد بقوة

من جانبه، كشف المستشار القانوني لقوات الدعم السريع، محمد المختار النور، أن التحالف تلقى اتصالاً من الإدارة الأميركية بشأن الاجتماع، لكنه طالب بأن يتم التواصل عبر خطاب رسمي موجه إلى “تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)”، الذي يضم كيانات عسكرية ومدنية متحالفة مع الدعم السريع.

وأوضح أن التحالف سينتظر مخرجات الاجتماع ليقرر موقفه النهائي، مؤكداً أن “أي مبادرة لا تعالج جذور الأزمة، لن تفضي إلى سلام مستدام”.

حمدوك يحذّر: لا وقف للحرب بدون خطة انتقال واضحة

فيما أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، بقيادة عبد الله حمدوك، ترحيبه بالمبادرة الأميركية، إلا أنه شدد على ضرورة الربط بين وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن الانتقال المدني الديمقراطي، وتحقيق العدالة، وإيصال المساعدات دون عوائق.

وأكد التحالف في بيان رسمي على أهمية إشراك القوى المدنية وتوفير حماية للمدنيين، محذرًا من أن أي مسار يتجاهل هذه الأسس سيكون هشًا وعرضة للانهيار.
واشنطن: لا حل عسكري.. والتفاهمات جادة لكنها مرهونة بالإرادة

من جانبه، جدد مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون أفريقيا، تأكيده بأنه “لا يوجد حل عسكري للصراع في السودان”، وأن بلاده تعمل على مسارين مباشر وغير مباشر مع الأطراف المتحاربة. في حين أفادت مصادر دبلوماسية بأن اجتماع واشنطن يأتي استكمالًا لاجتماع بروكسل، ويهدف إلى تنسيق المواقف نحو وقف دائم للقتال وتأسيس مرحلة سياسية جديدة.

لكن المصادر لم تُخفِ القلق من أن نجاح الاجتماع مرتبط بـ”جدية الأطراف السودانية في الالتزام”، في ظل مؤشرات متضاربة بشأن النوايا الحقيقية للقادة العسكريين.

أسئلة مفتوحة على طاولة السودان:

هل يمكن لإرادة الخارج أن تفرض سلامًا داخليًا؟

من يملك قرار الحرب الحقيقي: القادة العسكريون أم داعموهم الإقليميون؟

وماذا لو أفضى الاتفاق إلى وقف مؤقت للقتال دون خطة سياسية متماسكة؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى