تقرير : رويترز .. مارك رودي
ترجمه : أنيس صبحي
كان من المستغرب جدا وجود وفد من جيش قوات التدخل السريع التي تقاتل الجيش في السودان في إجتماعات مجلس حقوق الإنسان التي إنعقدت بجنوب إفريقيا وهي إجتماعات خاصه بمجلس السلم والأمن الافريقي
كان من اللافت حضور وفد من تلك القوات بقياده شقيق زعيم الميليشا القوني الذي فرضت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بعد الاجتماعات مباشرة عقوبات إقتصادية بصفته المسؤول المالي الأول الذي يدير أموال الذهب والسلاح من خلال حسابات في الإمارات العربية المتحدة وأخري في جنوب إفريقيا والكاميرون ونيروبي الاستغراب جاء من أن هذه القوات قامت بإنتهاكات واسعة النطاق في دارفور بعد إشتعال الحرب في السودان وكذلك في الخرطوم والجزيره
وقد إنسحب نائب الرئيس السوداني لوجود وفد التدخل السريع وشكي لمجلس السلم والأمن الافريقي الذي كان في زيارة لعاصمة السودان الجديدة بورتوسودان وكانت إجابة مجلس السلم أنهم مستغربون جدا لتواجد الوفد ولكن اخطروا فيما بعد أن تواجد الوفد بغرض حضور ندوه تنظمها قوي مدنية سودانية.
وهنا بداء تقصينا عن الأمر حيث إتضح أن الغرض الأساسي كان إجتماع تم ترتيبه بواسطه وسيط إماراتي بين وفد من التدخل السريع وممثلي لقوه مدنيه يترأسها دكتور عبد الله حمدوك تناقش خطورة تقدم قوات الجيش السوداني في مناطق نفوذ المليشيات وفشل إحتلال مدينة الفاشر أكبر مدن دارفور
تم توجيه الدعوه للممثل الأمريكي الذي رفض الدعوه ونصحهم أن يقوموا بإلغائها وأن المخابرات أخطرته أنهم يرصدون حركة ومراقبة إجتماعات في جنوب إفريقيا وقال لدكتور حمدوك أن الإدارة الأمريكية بصدد فرض عقوبات علي القوني وجنرال في الجيش مسؤول عن الصناعات العسكرية وحضوره سيمثل حرج لإدارته
أصر أحد أكبر مهندسي حرب ابريل ٢٠٢٣ في السودان وهو المهندس محمد فتحي إبراهيم وهو مسؤول شركات إتصالات جمع ثروات هائله بشراء شركات إتصالات في إفريقيا من الباطن لصالح شركات خليجية وروسية أصر علي قيام الإجتماع وتم تحويلة لفندق قولدن توليب في بريتوريا في الجناح رقم ٣٥ وهو جناح مخصص للوفود الرئاسية
وكان لافتا حضور موسي فكي مسؤول الإتحاد الافريقي ومعه جوزيف بونق المندوب الكيني والذي إتضح لنا أنه جنرال في المخابرات الكينية
حيث بداء الإجتماع محمد فتحي إبراهيم الذي أخطر الحضور بقرب الجيش السوداني من تحرير ولاية سنار في شرق السودان وأستعرض صورا من الأقمار الصناعية عن طريق ضابط المخابرات الإماراتي بإنتشار قوات الجيش شمال الخرطوم وسنار والجزيرة وإستلامه لثلاث جسور حساسه
وإشتكي القوني بتضييق الإداره الأمريكية علي تحركات أموالهم بالتواصل المباشر مع البنك المركزي الإماراتي وصعوبة التمويل لقواتهم بعد فقدانها مناطق حساسه خلص الإجتماع لضرورة إستغلال إجتماعات مجلس الأمن الدولي نهاية شهر إكتوبر
وضرورة تدخل قوات إفريقية كان موسي فكي قد أمن علي جاهزيتهم في توفيرها ولو برا وكانت توصيات الإجتماع بقيام ما يمكن من إبراز معاناة المدنيين الشديدة في السودان لأن إرسال قوات خارجية سيجعل قوات التدخل السريع تحتفظ بمواقعها التي احتلتها في الخرطوم ووسط السودان ويمكنها أيضا الهجوم علي الفاشر
ونسب ذلك لقوات وميليشات لا تتبع لها واستغلال ذلك في إرسال رسائل لمجلس السلم والأمن الافريقي ومجلس الأمن والإتحاد الإفريقي ومجلس حقوق الإنسان وكلف عبد الله حمدوك بالقيام بذلك لمعرفته الواسعة بشخصيات مؤثرة في كل تلك المنظمات
أما القوني فقد كلف بالقيام بما يلزم من جانب قواته للوصول لأقصى ما يمكن أن يدل علي معاناة المدنيين وتصويرها وإرسالها لضابط الربط الإماراتي الذي تكفل بكل الترتيبات الإعلامية واللوجستية
كل ما دار في هذا الإجتماع تم رصده من المخابرات التركية وهو ما حذر منه المبعوث الأمريكي للسودان ولم يستمع له الحضور وقد حصلت وكالتنا علي تسريبات من كل تلك الإجتماعات
للأسف وحتي كتابة هذه السطور جرت عمليات قتل واغتصاب وخطف ونهب وتهجير قسري واسعة النطاق في وسط السودان وقامت قوات التدخل السريع بتصوير تلك الإنتهاكات بصورة علنية وهو ما دفعنا لتصديق الوثائق التي سربت لنا وأيضا قامت القوي المدنية برئاسة عبد الله حمدوك بدورها في إرسال رسائل لكل المنظمات المتفق عليها في الإجتماع ونفذت الخطه بكمال شديد ولكن الضحية كان عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء