رحمة عبدالمنعم يكتب
إلى الفريق البرهان ..أقيلوا والي الجزيرة (1-3)
بينما تعاني ولاية الجزيرة من أزمات خانقة في الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والرعاية الصحية، وتعيش آلاف الأسر ظروفاً استثنائية بعد التحرير من قبضة المليشيا، اختار والي الولاية الطاهر إبراهيم الخير أن يظهر مجدداً في واجهة الجدل، بإعلانه المشاركة في افتتاح مركز “أمونة بيوتي” للتجميل بمدينة ود مدني، وفقاً لما أعلنته صاحبة المركز، التي نشرت صورة تجمعها مع الوالي داخل مكتبه، مشيرة إلى أن الافتتاح سيتم “بحضور قيادات الدولة”.
هذه الخطوة، التي تفتقر إلى أدنى درجات المسؤولية، تطرح تساؤلات مشروعة حول أولويات الرجل الذي يتولى إدارة ولاية خرجت لتوها من حرب مدمّرة، وتنتظر من قيادتها التنفيذية عملاً ميدانياً شاقاً يضع احتياجات المواطن في الصدارة، لا مرافقة افتتاح صالونات التجميل في الأحياء.
لم يعد خافياً أن الوالي الطاهر إبراهيم الخير يتعامل مع المنصب بعقلية “الاستعراض”، مدفوعاً برغبة محمومة في تحسين صورته عبر حملات إعلامية مدفوعة القيمة، لا أثر لها في تحسين الواقع البائس للمواطنين، ففي الوقت الذي تغرق فيه القرى والمدن في ظلام دامس، وتعاني المرافق الحيوية من الانهيار، يختار الوالي أن يلتقط الصور مبتسماً في مناسبات دعائية لا تمت إلى هموم الناس بصلة.
لماذا لم نرَ الوالي في طواف ميداني على قرى شرق الجزيرة المنكوبة؟ لماذا لم نشاهده وهو يقف على مشاكل مياه الشرب المتعطّلة منذ شهور؟ أين هو من مستشفيات الولاية التي تفتقر إلى أبسط مقومات العلاج؟ هل يليق برجل دولة أن يضع افتتاح مركز تجميل على رأس أجندته بينما شعبه يئن تحت وطأة الندرة وانعدام الأمن الخدمي؟
إن هذا السلوك لا يعبّر عن تقصير عابر، بل عن خلل عميق في فهم الوظيفة العامة، ومن هنا، فإننا نناشد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالتدخل العاجل،إن ولاية الجزيرة تستحق والياً يحمل مشروع إنقاذ، لا جدول افتتاح مراكز التجميل، تستحق رجلاً ينهض بها من ركام الحرب، لا من يركض خلف عدسات الكاميرات ومشاهد التسويق الزائف.
الكفاءات الوطنية الحقيقية موجودة، وبين أبناء الجزيرة من هو قادر على إعادة بناء جسور الثقة بين المواطن والدولة، وتقديم الأولويات على المظاهر،نقولها بصراحة: أقيلوا والي الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير، فقد أثبت فشله، وانشغاله بالزينة عن الجوهر،دعوا الفرصة لمن يخدم لا من يتجمّل.
نواصل ..