بعد الغروب. المسيرات .. الشواهد والدلالات..!! بدر الدين حسين على
* المسيرات التى اطلقتها المليشيا المتمردة على قيادة الفرقة الثالثة مشاة بشندى ، ستشغل الناس بظاهر فعلها ، وتولد عدد من التساؤلات التى ربما يرقى بعضها مراقى الاتهام ، إذ أن الفعل تكرر بعد عطبرة فى القضارف وشندى، فهل هنالك ثغرات أمنية، ام قرون استشعار الاستخبارات لم تعمل بالمستوى المطلوب فى هذه الولايات ، وغابت العيون ، فأصبحت الخلايا النائمة فى مامن فى هذه الولايات ، وهل سيمتد هذا الفعل للولاية الشمالية، وكسلا ، والبحر الأحمر، ولماذا لم تتوصل الاستخبارات والمخابرات للمجموعات الأخرى بعد القبض على خليتى القضارف وعطبرة بعد تنفيذ مهامهم .
* كل هذه الأسئلة تظل فى محيط الأسئلة المشروعة والتى يمكن ان تقفذ إلى الاذهان ، وتظل باحثة عن أجوبة تفسر الأحداث، وتعطى موشرات عن أبعاد هذه الحوادث والتنبأ بما يمكن ان تسير عليه هذه العمليات .
* لكن بالنظر لهذا الحدث بعيدا عن الانفعال يمكن ان نجد ارتباطا وثيقا بينه وبين مدينة شندى من جانب ، والمقاومة الشعبية من جانب آخر، كما يمكن الربط بينه وبين تقدم الجيش فى محاور العمليات وتراجع مساحات انتشار الدعم السريع من جانب آخر، إضافة إلى محاولة الدعم السريع فك الحصار عن قواته فى مصفاة الجيلى بنقل المعركة إلى موقع آخر.
* فولاية نهر النيل عموما وشندى وعطبرة على وجه الخصوص من اوائل المدن التى استنفرت المكون الشعبي للمقاومة، وكانت هذه المقاومة الشعبية علامة فارقة فى حرب الكرامة ، واعلان عملى ان الشعب يقف فى خندق واحد مع الجيش ، فعمد تفكير المليشيا إلى استهداف هذه المناطق الأكثر احتضانا للمقاومة الشعبية ،من أجل دق اسفين فى العلاقة بين الجيش وحواضنه الشعبية ، وقد صاحب ذلك ضخ كثيف على الميديا لخلق تصدعات فى هذا التحشيد ضد المليشيا المتمرة .
* ومن الملاحظات الجديرة بالنظر والتتبع ، ان لجو المليشيا لاستخدام المسيرات فى ولاية ليس بها معارك بين الجيش والمليشيا بدأ فى عطبرة فى وقت كانت فيه المليشيا قد تجرعت علقم تحرير مبانى الإذاعة والتلفزيون ، وكانت هذه المعركة معركة فاصلة فى تواجد المليشيا وسيطرتها على أمدرمان عموما ، فالتفكير عند هذه الملايش يقوم على مهاجمة أهداف بعيدة حينما تصبح محاصرة ومتراجعة فى جبهات القتال الرئيسية ، وتغيير استراتيجياتها التى تعتقد انها يمكن ان تفتح ابوابا لجماعات أخرى لزعزعة الأمن وتشتيت تركيز القوات المسلحة ، الا أن المليشيا فى السودان تنظر للفعل نظرة ميقاتية، متعلقة بلحظة الحدث ،لذا فإنها دائما ما يصدمها رد الفعل ، والذى دائما ما يصب فى مصلحة الجيش ويكون ضد المليشيا.
* والمليشيا التى تقع قواتها تحت كماشة الجيش فى مصفاة الجيلى وتعجز عن وصول الفزع إليها، يجعلها تفكر فى خلق مليون معركة بعيدا عن المصفاة لعلها فى ذلك تجد ثغرة ينفذ من خلالها الفزع للمحاصرين فى المصفاة .
* لذا فإن مثل هذه الأحداث، هى موشرات على إثبات الوجود ، فعملية استهداف بمسيرات فى مثل هذه المعركة فى منطقة ليس لديك فيها وجود عسكرى ،تعد عملية نسبة المخاطرة فيها بالتيم المنفذ عالية ، ولعل هذا ما اثبتته عمليتى عطبرة والقضارف عمليا .
* ان قوات الدعم السريع فى محوري أمدرمان وبحرى تكاد تكون فقدت تموضعها وهذا قطعا سيكون له أثر على تواجدها بالخرطوم ، وسيجعلها تتخذ نهج المسيرات برنامجا لإثبات انها ما زالت لديها المقدرة للفعل .
* وهذا سيوقع على المواطن قبل الاستخبارات والامن والمخابرات عب الكشف عن كل تواجد مريب داخل الولايات الامنه، حتى لا ينتقل حدث شندى إليها، رغم انه يشكل فرفرة مزبوح، فلا تجعلوا المزبوح يفرفر