مقالات

محمد وداعة: لاءآت البرهان الثلاث و لاءآت الشعب السودانى(1)

اصطفاف الحرية و التغيير و (تقدم ) مع المليشيا جلب لها الازدراء و القطيعة مع الشعب السودانى فى الداخل و الخارج.

باستثناء (تقدم ) ، فان ما قاله البرهان ، قالته كل القوى السياسية و المدنية ، ومنذ ما قبل الحرب.

لاءات البرهان تفتح الطريق لعملية سياسية ، لاعادة بناء الدولة السودانية على اسس جديدة ، تتجاوز كل اخفاقات الماضى.

الشعب السودانى و بالصوت العالى يقول لا ( و الف لا.. ) لوجود الدعم السريع باى صيغة بعد انتهاء الحرب.

فى خطابه للشعب السودانى بمناسبة العيد قال رئيس مجلس السيادة و القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبد الفتاح البرهان( ان معركة الكرامة ستؤسس لما بعد 15 ابريل و اقولها بالصوت العالى ،لا عودة لما قبل 15 ابريل 2023م ، و لا عودة لما قبل 25 اكتوبر 2021م ، و لا عودة لما قبل ابريل 2019م )، و اضاف ( نستكمل الحديث باذن الله بعد النصر فى معركة الكرامة )، الان فقط معركة الكرامة .. معركة الوطن .. نقطة سطر جديد ،

وكانت الاشارة لاستكمال الحديث بعد النصر ، بصيغة الجمع ، فاتحة للباب امام عملية سياسية جديدة ، تفتح الطريق لاعادة بناء الدولة السودانية على اسس جديدة ، تتجاوز كل اخفاقات الماضى و ما خلفته من صراع و استقطاب و تدخلات خارجية عصفت بالبلاد ، الى ان عميت بصيرة آل دقلو و حلفاءهم فحاولوا حسم الصراع بالقوة العسكرية ، فشلت خطتهم ، فادخلوا البلاد فى حرب قذرة ، قامت فيها مليشيا الدعم السريع بالقتل و التهجير والابادة الجماعية على الاساس العرقى ، و نهبت الممتلكات العامة و الخاصة ، احتلت الاعيان المدنية و بيوت المواطنين و استباحت الاعراض و الدماء ، وارتكبت المليشيا كل انواع الانتهاكات التى يجرمها القانون الدولى و القانون الانسانى ،

باستثناء (تقدم ) ، فان ما قاله البرهان ، حديث قالت به كل القوى السياسية و المدنية ، ومنذ ما قبل الحرب ، جرت محاولات لاصلاح ( قوى الحرية و التغيير ) عبر اللجنة الفنية و من بعد ذلك عبر تنسيقية العودة لمنصة التأسيس ، و عبر مبادرة اساتذة جامعة الخرطوم ، و مبادرة اساتذة الجامعات السودانية ، و عبر مبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ( الطريق للامام ) ، و بالرغم من ان الاخيرة كانت فرصة لحل الخلافات ، الا ان مجموعة المركزى افشلتها وافرغتها من مضمونها و حولتها الى مركز للصراع و الاستقطاب ، و كان واضحآ ، ان ما جرى بعد ابريل 2019م لم يحقق الاستقرار المنشود و لا علاقة له بالثورة و لا باهدافها ،

و تحولت 25 اكتوبر من محاولة اصلاحية للحكومة الانتقالية بمشاركة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك و قييادات من الحرية و التغيير الى انقلاب خشن ، بعد مطالبات علنية من قيادات فى الحرية و التغيير ووزراء فى الحكومة التى يرأسها حمدوك للقوات المسلحة للانقلاب على برهان و تقديم قيادات بديلة ( من شرفاءها ) ، وتعذر ترميمها تداعيات الانقلاب بالرغم من توقيع اتفاق 22 نوفمبر بين البرهان و حمدوك ، وهو الاتفاق الذى لم يجد قبولآ من مجموعة المجلس المركزى ، و قدم حمدوك استقالة على الهواء مما يعنى وصول العملية السياسية الى طريق مسدود ،

اندلعت الحرب فى 15 ابريل تحت شعار مجموعة المجلس المركزى ( البديل للاطارى ..هو الحرب ) ، و مثل قمة الغباء السياسى فى ابدال الحوار السياسى بالحرب و من ثم التبرير لها و مساندة حميدتى باعتباره وقع على الاطارى ، و بعد فشل الانقلاب كان لابد من ابدال شعارالحرب من اجل التحول الديمقراطى ، الى الحرب ضد الفلول ، فلم يصمد هذا الضلال كثيرآ ، فتم اعتماد شعار الحرب ضد دولة 56 ، و عصفت انتهاكات و جرائم الجنجويد و همجيتهم بكل الشعارات المضللة و صولآ لحرب بدون اهداف ،

لم يصدق احد ان هذه الحرب قامت ضد الفلول لاجهاض محاولتهم لاستعادة السلطة ، و لا يوجد عاقل يفترض ان نتيجة الحرب ستعيد الاسلاميين ( مؤتمر وطنى / حركة اسلامية ) الى السلطة ، هذه حقبة انتهت ، و الاسلاميين انفسهم غير موحدين فى كيفية تعاملهم مع نتائج الحرب ، و طموحاتهم فى هذه المرحلة لا تتعدى تكريس قبولهم فى الشارع بعد قطيعة اعقبت الثورة عليهم واسقاط نظامهم ، وهو امر لم يكن ليحدث بهذه الطريقة ، اذ ما اصطفت قوى ( مجموعة المركزى) مع الجيش ، ومع الرأى الغالب لابناء الشعب السودانى فى مساندته للجيش ، و بذلك استحقت الحرية و التغيير و (تقدم ) الازدراء و القطيعة من الشعب السودانى فى الداخل و الخارج ،

الشعب السودانى و بالصوت العالى يقول لا ( و الف لا.. ) لبقاء مليشيا الدعم السريع باى صيغة بعد انتهاء الحرب ، و ان اى حل او اتفاق لا يضمن انهاء وجودها كليآ لن يكون مقبولآ ، لا.. لشركاتهم ، لا.. لبنوكهم ، لا.. لتجارتهم ، لا.. لافلاتهم من العقاب ، لا مساومة على رد الحقوق ، و لا.. لدمج المجرمين فى الجيش ، لا.. عفى الله عما سلف ،

11 ابريل 2024م

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

أحمد عوض الله

مراسل ميداني يتابع الأخبار العاجلة والتغطيات المباشرة من داخل السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى