أعلن مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا، السبت، رفض الجيش تسليم السلطة للمدنيين إلا بعد تنظيم انتخابات، وتوعد بمحاسبة كل من ساند قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش.
ويتهم حلفاء الجيش قوى الحرية والتغيير بأنها القاعدة السياسية لقوات الدعم السريع، رغم نفيها المتكرر لهذه المزاعم.
وقال العطا، الذي خاطب قادة تنسيقية القوى الوطنية في قاعدة عسكرية بأم درمان، إن “الجيش لن يسلم السلطة إلى قوى سياسية مدنية دون انتخابات، أما فترة الانتقال فإن رأس الدولة فيها سيكون قائد القوات المسلحة”.
وتوعد بمحاسبة “اي عميل واي خائن سيعامل معاملة الجنجويد لأنه دعم وساند الجنجويد مهما كانت قامته او اسمه أو جماهيره ” مشددا على أن”الجماهير اليوم كلها تدافع عن عرضها”.
وكان العطا يتحدث مخاطبا وفدا من تنسيقية القوى الوطنية وصل الجمعة قاعدة وادي سيدنا في ام درمان لاظهار دعم ومساندة القوات المسلحة، ويرأس هذا التحالف مالك عقار وينتظر أن يوقع ميثاقا سياسيا مع الجيش السوداني خلال الأيام القادمة.
وقال العطا إن هناك من يتحدث عن تيار اسلامي، وكتائب البراء ،معنا ايضا غاضبون وغيرها، وليس لدينا صلاحية لسحب الجنسية من الكيزان او منعهم من الدفاع عن اعراضهم.
وأثار هذا التصريح ردود فعل غاضبة من قادة الحرية والتغيير الذي نددوا بالاستهداف الصريح الموجه ضدهم.
واتفق كل من ياسر عرمان خالد عمر في تصريحان منفصلان على ان هذا التصريح كشف عن الباعث الحقيقي لهذه الحرب وهو استعادة العسكر لكامل السلطة بين يديهم وعزل القوى المدنية المطالبة بوقف الحرب والرافضة للانحياز لأحد الطرفين.
ونادى عرمان بضرورة تركيز الجهود من اجل وقف الحرب أولاً ودون ربطها بالعملية السياسية في هذا التوقيت وبمشاركة فاعلة من المدنيين وقوى التغيير وليس كما جرى في المنامة ومنبر جدة بمعزل عنهما
فيما شدد خالد عمر يوسف، على إن أحد أهداف الحرب هو قطع الطريق أمام آمال التحول المدني الديمقراطي.
تدمير الجنجويد
وشدد ياسر العطا على أن خيار الجيش الوحيد هو تدمير “الجنجويد”، أي قوات الدعم السريع، لأن وجودها يعطل إمكانية بناء دولة السودان.
وأشار إلى أن ممارسات الدعم السريع منذ العام 2016 هدفها السيطرة على مؤسسات الدولة بما في ذلك الشرطة والأمن والقضاء والبنك المركزي ووزارة المالية، بالتزامن مع الارتقاء بقواتها عسكريًا من أجل ابتلاع الدولة.
وأضاف: “هدف الدعم السريع تأسيس دولة عربية في دارفور إذا استعصى عليها السيطرة على السودان، ومن ثم التوسيع إلى كردفان بتطهير النوبة وطردهم إلى جنوب السودان”.
وتحدث العطا عن جاهزية الجيش للانتشار في الخرطوم والخرطوم وجبل أولياء خلال فترة قريبة، حيث تخضع معظم أحياء ومقرات الجيش فيها لسيطرة الدعم السريع.
وأفاد بأن القوات التي تحاصر ولاية الجزيرة الآن، ستتجه بعد العمليات القادمة إلى ولاية النيل الأبيض ومن ثم إلى مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال دارفور على أن تتجمع مع القوات التي تصلها من أم درمان لتأسيس قاعدة عملياتية في كردفان وأخرى في الفاشر بولاية شمال دارفور.
وفيما يتعلق بمشاركة الإسلاميين في الحرب، قال العطا إن هناك 12 كتيبة من المقاومة الشعبية المسلحة تقاتل قوات الدعم السريع في أم درمان من مختلف القوى السياسية، ولا نمنع حق حرمان أي شخص من القتال.