عبد الله مسار يكتب: قراءة في خطاب السيد مني أركو حاكم إقليم دارفور في إفطار الجنرال ياسر العطا
أقام السيد الفريق ياسر العطا مأدبة إفطار رمضاني بمنزله دعا لها الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة وبعض من أعضاء مجلس السيادة وبعض وزراء وبعض من الساسة من الحرية والتغيير المركزي والحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية وبعض عسكريين آخرين يمثلون جهات مختلفة. حيث مثل اللواء الخير مدير مخابرات الدعم السريع السيد نائب رئيس مجلس السيادة وقائد الدعم السريع وهي مناسبة اجتماعية، ولكن السياسة هي بهار كل مناسبة وخاصة مناسبة حضورها على هذه الشاكلة من عِليَة القوم.
وفي هذه المناسبة تحدث الرئيس الفريق أول البرهان وتحدث السيد خالد سلك من الحرية والتغيير المركزي وتحدث السيد مني أركو مناوي حاكم دارفور نيابة عن الكتلة الديموقراطية.
وهنا نود أن نقرأ حديث السيد مني أركو مناوي لأهميته
أولاً نؤكد أن السيد مني أركو مناوي تطور جداً سياسياً نتيجة لمعركة الحياة التي خاضها في فترات الصراع المسلح السابقة وكذلك نضج من خلال هذه التجارب وصار قائداً سياسياً اجتماعياً مهماً ولذلك جاء حديثه فيه كثير من الدروس والعبر أهمها أنه لم يعد يتعامل في السياسة بالأحقاد والضغائن وأخذ الثأر لأنه أكد ذلك من خلال مفاوضات أبوجا 2005م وكذلك من خلال ممارساته الآن بعد أن وقَّع سلام جوبا لقد صار الرجل رجل دولة بطيه لهذه المرارات ولذلك كان حديثه مسؤولاً جداً إنه يفرِّق بين الشخصي والعام وأنه لا ينتقم لنفسه ولكنه لن يرضي لوطنه ولو على حساب حياته.
وكان رداً قوياً جداً على السيد خالد سلك حول ادعائه أن كل ما يجري وراءه الإسلاميين، وأكد مني أن كثيراً ممن كانوا في القيادة ينشدون التغيير من أصلاب هؤلاء الإسلاميين ولذلك الاتكاءة على عِلة الإسلاميين كلام لا تسنده الوقائع ولا الحقائق ولكن هو أمر احتكار للسلطة وعزل للآخرين عبر قلة مسنودة من الأجانب وليس لها رصيد شعبي وجماهيري وتعيش على الشرعية الثورية التي ذهبت ولها خمس سنوات، وصار قادتها هائمين في شوارع الخرطوم يبحثون عن ثورتهم.
وأيضاً أكد مني أنهم مع الحوار ومع التراضي الوطني ومع الوفاق وأنهم أحدثوا التغيير الذي حدث في ديسمبر- أبريل بالدماء والدموع. وبالنازحين واللاجئين ولذلك هم يدركون أهمية الوفاق الوطني حتى لا تتكرر المأساة القديمة. فالذي جرب الحرب ليس كذاك الذي يتحدث عنها ولذلك كان مني صريحاً جداً بأنه لا مجال لاحتكار السلطة لفئة قليلة حظها من الجمهور كِبر صوتها ونفختها الإعلامية وأن ذلك لن يتم إلا على جمجمته كما قال.
إذن مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة وجيش تحرير السودان والأمين السياسي للكتلة الديموقراطية كان رده على السيد خالد سلك واضحاً ومسؤولاً مفحماً وجامعاً ومانعاً لا مجال أبداً لعدم مشاركة الكل في الفترة الانتقالية وأي اتفاق لا يشمل الكل مرفوض وعليه مطلوب جلوس كل الفرقاء في مائدة حوار يصل إلى وفاق وطني وتراض سياسي يسوس ويقود سنتي الفترة الانتقالية باستقرار موداه وغايته انتخابات حرة تؤدي إلى نظام ديموقراطي وحكم مدني ولكن لا مجال لحكم الفلهوة والاستهبال السياسي.