من أعلى المنصة
ياسر الفادني
دارفور…. ماذا هناك ؟
ولايات دارفور بعد التغيير لم يغمض لها جفن ولا أمنت من جوع ومن خوف ، لم تنسج إتفاقية سلام جوبا ولا خيطا رفيعا من سلام ولا تنمية ، كانت هذه الإتفاقية عبارة عن حبر علي ورق لم تحقق اهدافها البتة إلا في الجلوس علي كراسي السلطة التي سميت بمستحقات ، ولاية غرب دارفور ولاية شهدت منذ أربع سنوات خلت أعنف التفلتات الأمنية في تاريخها وأخذت منحي ظاهرا في القتل والحرق والتشريد والنزوح ، لايمر شهر أو خمسة عشر يوم إلا وتشهد مصيبة كبري حتي صارت حالها كحال المتنبي حينما أنشد :
رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى
فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ
يَمُرُّ بِقَبرِكِ العافي فَيَبكي
وَيَشغَلُهُ البُكاءُ عَنِ السُؤالِ
صَلاةُ اللَهِ خالِقِنا حَنوطٌ
عَلى الوَجهِ المُكَفَّنِ بِالجَمالِ
مسألة نهب الممتلكات العامة والخاصة صارت ظاهرة متفشية في هذا الإقليم وبالذات في ولاية غرب دارفور ولعلها إتخذت شكل نهب العربات ذوات الدفع الرباعي (التاتشرات، البفلو، اللاندروفرات إلخ….) ، عزف المواطنون هناك عن شراء هذه الأنواع من العربات لإستهدافها من قبل الحركات المسلحة بنهبها حتي وصل الأمر أن( ينطوا ) عليك داخل بيتك وتهدد بالسلاح والقتل إن لم يتم تسليم مفتاح عربتك وإن قاومت مصيرك الحتف لأنك تواجه جماعة مسلحين وملثمين وليس فردا
بعد أن عزف المواطنون عن الشراء وصاروا يركبون العربات الصغيرة استهدفوا أيضا وقتل من قتل بسبب نهب عربته هذه الظاهرة صارت كالسرطان في ولايات دارفور تنهش أمن المواطن وتغض مضجعه وجعلته يترك دياره ويذهب إلي مناطق أكثر آمنا خوفا علي نفسه وممتلكاته
الآن تطورت هذه الجريمة فأصبحت تستهدف القوات النظامية كل مرة نسمع كمينا نصب لقوات نظامية في الطريق الفلاني استشهد فيه ما استشهد من أفراد وضباط القوات النظامية ولعل قوات الشرطة هناك من أكثر الجهات النظامية التي تأثرت بهذا الجنوح الكبير
ماحدث من إغتيال لضابطين عظيمين في القوات المسلحة في غرب دارفور وجنوب دارفور نتأسف له غاية الأسف الشديد ، نسأل الله لهما القبول ، بلاشك حقا كانا عظيمان رتبة وصمودا وبسالة ووجها مشرقا للقوات المسلحة ، الذي يقرأ هذين الحادثين يجد أن وراء هذا العمل القميء جهات بعينها تسعي للنيل من قواتنا المسلحة ومحاولة الباسها قميص الضعف والهوان ، هذه الجهة كررت نفس السيناريو ونفس طريقة الأكشن القذرة من قبل ثلاثة أيام داخل بمدينة نيالا استهدفت (ضابط عظيم) ولعل هذا من الخطر بمكان أن تحدث مثل هذه الجريمة المكتملة الأركان داخل المدن وفرار القتلة ، إن استهداف القوات المسلحة في ضباطها وممتلكاتها أمر خطير وتطور ظاهر للنيل من العمود الذي يحفظ هذا الوطن وهو القوات المسلحة
سوف تتكرر هذه الظاهرة إن لم يحسم أمر هذه الجهات المسلحة ويكبح جماحها، لابد من القبض علي هؤلاء الجناة بأسرع مايمكن الذين يحاربون هذا الوطن ويدقون (خازوق) الخوف والرعب في خاصرة المواطن وضرر هذه البلاد التي كل يوم هي في شأن سالب سياسيا واقتصاديا وامنيا ، لا ندر إلي أين يسير هذا الشان ؟ بعد أن تقطعت بالسياسين الأوصال وتفرقت بهم السبل وصارت هذه البلاد يخطط لها وينفذ فولكر وزمرته
ماحدث لهؤلاء الضباط إثم عظيم داخل المدن يعكس الهشاشة ويعكس أن أمرا ما يدبر ضد القوات المسلحة التي نثق فيها تماما ونتكل عليها في إعادة الأمور إلي نصابها حين ينحرف السياسيون ، تقبل الله الشهيدين العقيد ركن عبد العظيم عيسي قبوجة البطل والمقدم ركن أحمد محمد علي بخيت الفارس (جنابو ابوه) وأقول للسياسين والعسكرين إلي متي تنتظرون ؟ أن ينقلب هذا الوطن…. عاليه أسفله ونمطر بحجارة من غضب ؟ .