8 فبراير 2023
قلنا في مقالينا ورشة القاهرة (١) و(٢)، إن الدولة المصرية وفرت منبراً لقوى سياسية ومجتمعية في القاهرة لحوار سوداني سوداني لمدة ثمانية أيام للتحاور والنقاش حول قضايا الانتقال في السودان بعد الخلاف حول الاتفاق الإطاري الذي وقعت عليه الحرية والتغيير المركزي بترتيبات من البعثة الأممية، التي يرأسها فولكر وبدفع من الرباعية.
وهذا الاتفاق صفوي أبعدت عنه كل القوى السياسية الأخرى، وخصص للحرية والتغيير المركزي وصار اتفاقاً شبه ثنائي، ورفضته قوى سياسية كبيرة لبعدها عنه، لأنه تضمن كثيرا من البنود مختلف عليها، وبان شقاق كبير من القوى السياسية والمجتمع، وحول ذلك من أهل السودان وقسم القوى السياسية بين مؤيد ومعارض، وتأكد أن الموقعين على الاتفاق الإطاري قوى قليلة تريد احتكار الفترة الانتقالية وحوّلوها إلى فترة حكم تخصهم، وصار الأمر مرفوضاً من أغلب أهل السودان.
وهنا شعرت مصر بخطورة الموقف، فتدخلت بدعوة كل أطراف العملية السياسية بما في ذلك الحرية والتغيير المركزي، التي رفضت تلبية الدعوة وتمترست في الاتفاق الإطاري.
جاءت هذه القوى إلى القاهرة للمشاركة في ورشة شعارها التحول الديمقراطي في وطن يسع الجميع، وناقشت الورشة عدداً من المواضيع التي تهم الفترة الانتقالية، منها عمل إعلان سياسي يحدد الملامح السياسية لمشروع حكم السودان، وكذلك ترتيب التحول الديمقراطي، وملامح الوثيقة الدستورية، وكذلك شكل الحكم والدولة والبرنامج الذي بموجبه تحكم الفترة الانتقالية، ومهام حكومة الفترة الانتقالية، ومواصفات ومعايير اختيار رئيس الوزراء والوزراء، بما في ذلك شمولهم لكل أقاليم السودان، ثم أجهزة الفترة الانتقالية، والإصلاح المؤسسي والإداري لأجهزة الدولة، وكذلك القضائية والعدلية مع استقلال السلطة القضائية والخدمة المدنية والعدالة والمصالحة وفق العرف والقانون والجودية.
وكذلك النظر إلى برنامج اقتصادي يعالج أزمة المعاش والشقوق والنتوءات في الاقتصاد السوداني، ثم معالجة قضية الفساد عبر مفوضية عامة تقتص من المُفسدين عبر القانون!!
إذن، هذه الورشة أتاحت فرصة كبيرة لتكوين جسم كبير وكتلة ضخمة تؤسس لتجمع كبير، يقود الفترة الانتقالية ومفتوح للكل عناصر وموضوعات وذلك بحق المواطنة حقوقاً وواجبات، وفي ذلك توافق وطني وجمع للصف السوداني.
عليه، هذه الورشة كانت مهمة جداً أهميتها، فيما ناقشت من قضايا وفي جمعها لطيف سياسي كبير، خاصة وأنها طرحت مواضيع مهمة تؤدي الى استقرار وسلاسة الفترة الانتقالية لتؤدي الى تعيين حكومة متراضٍ عليها لتقود الفترة، وشاملة دون عزل بأي صفة في وطن يسع الجميع.
عليه، سوف تخرج الورشة بمخرجات مهمة وواضحة، تجمع أهل السودان، وتقود إلى تحول ديمقراطي وإلى دولة ديمقراطية مدنية عبر الصندوق الانتخابي.
نتحدّث في المقال القادم حول مخرجات الورشة.
والله انت ماعندك موضوع…عليك الله مصر فيها ديمقراطية او تحول ديمقراطي عشان تناقش مسالة الحكم في السودان…