ياسر الفادني
ماذا يقول جداد الوادي؟
دجاج الوادي …. من الطيور الأليفة التي يمكن أن يربيها الإنسان ….وهو أكبر حجما وطولا من الدجاج العادي الذي نربيه في المنازل والمزارع ، لحمه لذيذ ويمتاز بصوت قوي وجهور يردده أكثر من مرة بصورة متواترة بين الفينة والفينة الاخري ، هذا الدجاج من أكثر القبائل في السودان تربية له هي قبائل اهلنا الهوسا والفلاته وبعض القبائل الأخري التي تسكن في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وسنار ، يبيض هذا الدجاج كثيرا ويفقس في السنة أكثر من مرة …..
هذا الدجاج يأكل الحبوب وبقايا الطعام التي يعطيها له من يملكه ووجبته المفضلة هي اصطياد الجراد !
يحكي أن جداد الوادي كان له سلطان يمثل رأس الدولة يسوسهم بالسياسة الجدادية لدولتهم علي حسب القوانين واللوائح وهو يعرفها جيدا ولا نعرفها نحن البشر ! ،هذا السلطان يدعي (صراج) له صولجان وحاشية وقصر جمهوري منيف ، ذات مرة أصدر هذا السلطان (صراج) أمرا ملكيا هو… في موسم ظهور الجراد واصطياده ….أصدر قرارا لكل جدادة أن تضع جرادة يوميا عبارة عن مساهمة جبرية…. لدعم اقتصاد دولته ويضعها في حفرة معينة تتبع لبنك الجداد المركزي عبارة عن مخزون استراتيجي ، رؤية هذا السلطان في فرمانه الذي أصدره … أن هذه السياسة تسد الفجوة الغذائية لدولته في زمن الجفاف ويساعد بها الفقراء والمعوزين والمعوقين واصحاب المرض باعطاءهم جعلا معينا من هذا المخزون الاستراتيحي لسد حوجتهم الغذائية ولا يتكلفون الناس الحافا .
استمر هذا القرار في حيز التنفيذ، لكن حدث ماحدث…ا ثارت عليه كتلة الجداد للتغيير ، وتداعوا من كل حدب وصوب رافضين سياسة السلطان (صراج) ، وانضم للاحتجاجات كل الراستات والكنداكات الجدادية والهتيفة…. لهذا السيل الثوري العارم …. الذي إقتلع السلطان من منصبه واتوا بسلطان جديد يقال له (سنبك) ، بمجرد استلامه سدة الحكم في المملكة الجدادية الغي الفرمان السابق للسلطان (صراج) بل وزج بكل فلوله في السجن بتهم الفساد واستهداف امن الدولة !، ساءت الحال الإقتصادية تماما جراء هذه السياسيات الجديدة للسلطان (سنبك ) وزاد الفقير فقرا وأصبحت العملة فى هذه المملكة برغم كثرتها لا تغني ولا تسمن من جوع، مرت الشهور وازداد الوضع الإقتصادي سوءا وتشرذمت الكتل السياسية التي أتت بالسلطان….. شذر مذر ….
لعلاج وضع الدولة المتهالك وانتشالها من وهدة التردي المريع أصدر السلطان( سنبك) قرارا آخرا هو إلزام كل جدادة عندما تصطاد جرادا تاتي مجبرة وتقسم ما تم اصطيادة إلي نصفين نصف للسلطان ونصف آخر للجدادة في خطوة رصد لها كل آليات دولته لإجراء اللازم بصورة فورية وعدم إفلات اي جدادة من تنفيذ هذا القرار…..،وجدت هذه الخطوة سخطا شعبيا كبيرا ومواكب ظلت تقوم هنا وهناك تهتف بإسقاط السلطان (سنبك) ، واستمرت هذه الاجراءات الظالمة تنفذ بلا رحمة ولم يتحسن الحال ، ورجعت دولة الجداد الي الوراء ، وبقي عليهم (المثل كأنك يازيد ماغزيت ) و (الرماد كالك يا الجداد ) ،ندم الجداد ندما شديدا علي العهد البائد وسلطانه الذي رحل ، وصار جداد الوادي يصيح…. صراج….صراج.. صراج … صراج بصوته المعروف الذي يخرجه الآن….. وظل هكذا علي هذا الصياح حتي يومنا هذا !…….. إذن لنا في هذه القصة عبرة يا أولى الألباب .